الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

أسطورة الطب والإنسانية

الخميس 21/أغسطس/2025 - 10:31 م

في لحظة فارقة ينتظرها كل مجتهد ورائد في تخصصه تُجسد أعظم معاني العطاء الإنساني والعلمي، كرّمت جمعية القلب الأمريكية في مدينة شيكاغو البروفسور الدكتور مجدي يعقوب، أحد أعظم جراحي القلب في تاريخ الطب الحديث، ومنحته لقب أسطورة الطب، تكريمًا لمسيرة استثنائية من الإنجازات التي غيّرت مجرى طب وجراحة القلب والأوعية الدموية في العالم.

لم يكن هذا التكريم مجرّد احتفاء بشخصية علمية لامعة، بل اعتراف عالمي برمز إنساني نذر حياته لإنقاذ قلوب لا تُعدّ ولا تُحصى، من الأطفال إلى كبار السن، من القرى النائية في صعيد مصر إلى أدق العمليات في أعرق مستشفيات أوروبا.

من العلم إلى الرحمة

بدأت رحلة الدكتور مجدي يعقوب، المولود في مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، بحلم بسيط متأثرا بوفاة عمته في سن مبكرة بسبب مرض في القلب، فتحوّل هذا الحزن إلى دافع قوي للتخصص في هذا المجال، ومنذ ذلك الحين، لم يكن الطب بالنسبة له مهنة، بل رسالة حياة فمن المحن تولد المنح والهبات، وهب نفسه للعلم والطب من أجل إنقاذ مرضي القلوب.

حاز على شهرة عالمية كواحد من أبرز جراحي القلب في بريطانيا والعالم، وقاد فرقًا طبية في أرقى المستشفيات، أجرى آلاف من العمليات، وأسّس مركز "هيرفيلد" لأمراض وجراحات القلب في لندن، حيث أجرى أول عملية زراعة قلب ناجحة في بريطانيا.

مركز أسوان... قلب ينبض بالحب

لكن قمة العطاء لم تكن في إنجازاته بالخارج فقط، بل حين عاد ليؤسس مركز مجدي يعقوب لأمراض القلب في أسوان، هذا الصرح الطبي الذي أصبح منارة للعلاج والبحث العلمي في الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث تجرى فيه آلاف من  العمليات سنويًا بالمجان، ويُدرّب فيه أجيال من الجراحين المصريين والعرب.

نحن لا نعالج قلوب المرضى فقط، بل نزرع فيهم الأمل، هكذا لخص د. يعقوب فلسفته التي جمعت بين التفوق الطبي والرحمة الإنسانية.

العلم لا وطن له... لكن له قلب

في زمن تطغى فيه المادة على الإنسانية، يأتي نموذج د. مجدي يعقوب ليعيد التوازن، ويُثبت أن العلم حين يُقترن بالقيم، يصبح قوة جبارة قادرة على تغيير العالم.. لم يحمل رسالة طبية فقط، بل رسالة إنسانية عالمية، مفادها أن لكل إنسان حق في الحياة، بصرف النظر عن جنسه أو لونه أو قدرته المادية.

إن تكريم الدكتور مجدي يعقوب في شيكاغو ليس نهاية لمسيرة حافلة، بل هو نقطة ضوء تُلهِم كل من يحمل في قلبه حلمًا بالعلم، وخدمة الآخرين.. هو تكريم للطب حين يكون إنسانيًا، وللإنسان حين يكون عالمًا.

لابد من تدريس السيرة الذاتية للدكتور مجدي يعقوب لأبنائنا بالمدارس والجامعات حتى يكون مثلا أعلى لكل طالب علم ونموذجا مشرفا في مختلف المحافل الطبية والعلمية والتعليمية والبحثية.

تابع مواقعنا