تحول إلى معادٍ للسامية.. ويليم دافو يواجه أزمة تجسيد السيد المسيح مرة أخرى
في ظهوره خلال مهرجان سراييفو السينمائي الـ31، أعاد الممثل الأمريكي ويليم دافو فتح ملف الجدل الذي رافق أداءه لشخصية السيد المسيح في فيلم The Last Temptation of Christ للمخرج مارتن سكورسيزي، مؤكدًا أن ردود الفعل حينها كانت صادمة وغير متوقعة، وذلك وفقًا لما نشر في نيويورك بوست.
ويليم دافو يتذكر جدل تجسيده للسيد المسيح
أوضح، ويليم دافو، أن الفيلم قوبل بموجة غضب عارمة حتى قبل طرحه، قائلًا: يسوع في القصة يرفض رسالته ويعيش كرجل عادي، له أطفال ويختبر حياة بشرية كاملة، وهذا التصور كان مُستفزًا جدًا لدرجة أن الاحتجاجات انطلقت حتى قبل مشاهدة العمل.
وأضاف الممثل ويليم دافو، أن الجدل خرج عن سياقه السينمائي وتحول إلى بُعد سياسي وديني حساس، معقبا: الأمر أصبح غريبًا جدًا بشأن اليهود في هوليوود، وهذا تحوّل إلى معاداة للسامية، ثم تفاقم الوضع، ولم تكن الكنيسة الكاثوليكية هي المسؤولة عن الهجوم، بل اليمين المتطرف في أمريكا الذي استغل الفيلم لشن حملة واسعة.
فيلم منخفض الميزانية أثار عاصفة جدل
شارك في الفيلم إلى جانب دافو كل من: هارفي كيتل، باربرا هيرشي، وديفيد بوي، ورغم أنه من إنتاج محدود، فإن العمل أثار واحدًا من أعنف ردود الفعل في تاريخ السينما الأمريكية.
والممثل ويليم دافو أشار إلى أن الفيلم كان محاولة للتعامل مع الجانب الإنساني من شخصية المسيح، وهو ما اعتبره تجربة فنية عميقة، مؤكدًا: كان فيلمًا مهمًا بالنسبة لي، لأنه استحوذ على تفكيري بالكامل، لكن ذلك الجدل حال دون وصوله إلى الجمهور بشكل واسع.
أقوى رد فعل واجهته
دافو سبق أن تحدث عن التجربة في أكثر من مناسبة، واصفًا إياها بأنها أقوى رد فعل تلقاه على أي فيلم شارك فيه.
وأكد أن جزءًا كبيرًا من المعارضة جاء من أشخاص لم يشاهدوا الفيلم أساسًا، بل رفضوا فكرته من البداية، معتبرًا أن اليمين السياسي آنذاك استغل المناسبة لمهاجمة هوليوود.
ورغم كل ما حدث، شدد دافو على أن الدور يظل من أقرب أدواره إلى قلبه، قائلًا: منحني الفيلم فرصة الدخول في تجربة إنسانية عميقة، وأراه حتى اليوم أحد أفلامي المفضلة.
