حقيقة اصطدام صخرة بالقمر.. ما وراء اللقطات المتداولة
انتشرت خلال الأيام الماضية على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو يزعم ناشروها أنها توثق لحظة اصطدام صخرة كبيرة بسطح القمر، مع ظهور سحب كثيفة من الغبار المتطاير. هذه اللقطات أثارت تفاعلًا واسعًا وجدلًا بين المستخدمين، غير أن خبراء الفلك والفضاء أكدوا أنها غير حقيقية، وأن ما يتم تداوله أقرب إلى مقاطع مزيفة أو معدلة رقميًا.
حقيقة اصطدام صخرة بالقمر
ووفقًا للجمعية الفلكية بجدة، من الناحية العلمية، القمر يفتقر إلى غلاف جوي مثل الأرض، وبالتالي فإن أي غبار يثار نتيجة اصطدام نيزك صغير يترسب سريعًا في غضون ثوانٍ أو دقائق قليلة. وهذا يجعل من غير الممكن أن يستمر الغبار في الهواء بشكل كثيف أو متجانس كما ظهر في الفيديو المتداول.
أوضحت الجمعية الفلكية بجدة، أن الاصطدامات القمرية تُرصد عادة عبر وميض ضوئي قصير جدًا، سببه احتراق النيزك عند ارتطامه بالسطح. أما الاصطدامات الكبيرة التي قد تنتج عنها فوهات واسعة فهي نادرة الحدوث، ولم يُسجل وقوعها بشكل بصري متواصل أو على هيئة سحابة ضخمة من الغبار.
تعمل الجاذبية المنخفضة على سطح القمر، وغياب الهواء على إسقاط الجسيمات مباشرة نحو الأسفل، بخلاف ما يحدث على الأرض حيث يحافظ الهواء على تطاير الغبار لفترات طويلة ويجعله يبدو كسحابة. هذا الفرق الجوهري يثبت أن المشاهد التي يظهر فيها غبار متجانس أو ممتد أشبه بما يحدث على الأرض لا يمكن أن تكون طبيعية.
وكالات الفضاء مثل ناسا وثّقت في السابق عشرات الاصطدامات الصغيرة على سطح القمر باستخدام كاميرات حساسة، وجميعها بدت كوميض لحظي قصير، من دون أي غيوم ضخمة. أما المشاهد المبالغ فيها فهي في الغالب مجرد محاكاة حاسوبية أو مواد بصرية مركبة للتوضيح


