أستاذ طب نفسي: المحتوى الصادم والإباحي على منصات السوشيال ميديا يعكس اضطرابات نفسية ومجتمعية معقدة
حذّر الدكتور محمد فوزي عبد العال، أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة أسيوط، من التداعيات النفسية والاجتماعية لظاهرة البلوجرز الذين يعتمدون على إثارة الجدل أو نشر محتوى صادم وذو طابع إباحي عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن هذه السلوكيات لا تعكس مجرد رغبة في الترفيه أو الحرية الشخصية، بل تشير إلى حالة سيكولوجية معقدة تتصل باضطرابات في السلوك والاندفاعية.
البلوجرز يلجؤون إلى الصدمة والإثارة بسبب الحرمان العاطفي ونقص التقدير
وأوضح عبد العال، القاهرة 24، أن البلوجرز الذين يقدمون محتوى مثيرًا قد يكون دافعهم البحث عن إثبات الذات أو الحصول على الاهتمام والاعتراف الاجتماعي، خاصة في بيئات تفتقر إلى الدعم الأسري، لافتًا إلى أن استخدام الجسد أو الإثارة وسيلة سهلة لتحقيق الانتشار السريع.
وأضاف أن هذا يتسق مع نظرية "ماسلو" للحاجات النفسية التي تضع التقدير والاعتراف ضمن مستويات الإشباع.
وأشار إلى أن بعض البلوجرز قد يعانون من اندفاعية مفرطة أو اضطرابات في التحكم بالسلوك، مثل اضطرابات الشخصية النرجسية أو ما يُعرف باضطراب السلوك الجنسي القهري، معتبرًا أن هذه الحالة قد تتحول إلى إدمان سلوكي يشبه إدمان المخدرات، حيث يصبح الشخص في حاجة دائمة إلى رفع مستوى الإثارة لإبقاء الجمهور متابعًا.
وتابع أن التأثير النفسي على البلوجر نفسه قد يبدأ بشعور لحظي بالانتصار نتيجة التفاعل الكبير، لكنه سرعان ما يتطور إلى قلق واكتئاب بسبب الوصم المجتمعي والانتقادات القاسية، فضلًا عن الدخول في دائرة إدمان سلوكي تدفع إلى فقدان السيطرة وتراجع احترام الذات.
وعن الأثر على المجتمع، أوضح أن هذه النوعية من المحتوى تؤثر بشكل خاص على المراهقين، حيث يتعاملون مع البلوجرز باعتبارهم قدوة عصرية، ما يؤدي إلى تطبيع سلوكيات غير منضبطة وارتفاع احتمالات الابتزاز والتحرش الإلكتروني.

دراسة: 17% من مستخدمي الإنترنت يعانون من سلوك جنسي قهري
وأكد أستاذ الطب النفسي أن النظريات العلمية الحديثة، مثل نظرية "الاستخدام الإشكالي لوسائل التواصل الاجتماعي"، تفسر هذه الظاهرة باعتبارها شكلًا من أشكال الإدمان، إذ تصبح المنصات الرقمية مصدرًا أساسيًا للإثارة والاعتراف الاجتماعي. كما أظهرت دراسات دولية أن نحو 17% من مستخدمي الإنترنت يعانون من سلوك جنسي قهري، فيما كشفت أبحاث بالجزائر أن 89% من محاولات إغواء المراهقين تحدث عبر غرف الدردشة، مع بث أكثر من 20 ألف صورة جنسية للأطفال أسبوعيًا عبر الإنترنت.
وعلى الصعيد القانوني والديني، أشار عبد العال إلى أن قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية في مصر يجرّم نشر أو ترويج المحتوى الإباحي، بعقوبات تصل إلى السجن والغرامة، بينما اعتبرت دار الإفتاء المصرية نشر هذه المواد نوعًا من "إشاعة الفاحشة" المحرّمة شرعًا والمجرّمة قانونًا.
وفيما يخص العلاج، أوضح أن التدخل النفسي يتم من خلال العلاج المعرفي السلوكي (CBT) لتعديل أنماط التفكير والسلوك، بجانب التدخل الدوائي في بعض الحالات، مؤكدًا أن التثقيف النفسي وحماية المراهقين عبر برامج توعوية إعلامية ومدرسية يعدان ركيزة أساسية للوقاية.
وختم الدكتور محمد فوزي عبد العال بالتشديد على أن الظاهرة ليست مجرد "بحث عن شهرة"، بل انعكاس لاضطرابات نفسية واجتماعية متشابكة، تستدعي تدخلًا مبكرًا وفهمًا علميًا عميقًا، إلى جانب تطبيق القوانين وتفعيل دور الإعلام في التوعية، حتى لا تتحول هذه الممارسات إلى أزمة تهدد القيم المجتمعية والأجيال المقبلة.
- البلوجرز
- محتوى صادم
- محتوى إباحي
- السوشيال ميديا
- الطب النفسي
- الاضطرابات النفسية
- الإدمان السلوكي
- اضطراب السلوك الجنسي
- الاندفاعية
- المراهقين
- تأثير المجتمع
- الجرائم الالكترونية
- دار الإفتاء
- ادمان الانترنت
- الابتزاز الإلكتروني
- قلق واكتئاب
- نظرية ماسلو
- نظرية الاستخدام الإشكالي
- العلاج المعرفي السلوكي
- التثقيف النفسي










