بطل من بنها.. طالب ثانوي ضحى بجسده لإنقاذ جيرانه من انفجار غاز"
بطل من بنها.. طالب ثانوي ضحى بجسده لإنقاذ جيرانه من انفجار غاز"
لم يتردد الشاب رشاد حسني السيد، ابن السابعة عشر وطالب الصف الثاني الثانوي، لحظة واحدة حين استنشق رائحة الغاز المنبعثة من منزل أحد جيرانه المسنين بمنطقة الشدية بمدينة بنها. بدافع إنساني وشجاعة استثنائية، اندفع رشاد إلى الشقة بالدور الأرضي محاولًا احتضان أسطوانة الغاز وإبعادها عن مكان التسرب، لينقذ شارعين كاملين من كارثة محققة.
لكن الأنبوبة انفجرت، لتتصاعد ألسنة النيران وتُصيب رشاد بحروق في مناطق متفرقة من جسده، نقل على إثرها إلى المستشفى حيث يتلقى الرعاية الطبية الكاملة من أمهر الأطباء.
بطل من بنها.. طالب ثانوي ضحى بجسده لإنقاذ جيرانه من انفجار غاز"
الحادث الأليم أسفر عن وفاة المسن إسماعيل سيد متأثرًا بإصابته، فيما لا يزال نجله وصديق رشاد تحت الملاحظة الطبية بمستشفى بنها الجامعي. وقد خيم الحزن على أهالي المنطقة لوفاة الضحية الذي كان معروفًا بدماثة الخلق وحسن السيرة بين جيرانه.
قوات الحماية المدنية بالقليوبية نجحت بعد ساعات من الجهود في السيطرة على الحريق ومنع امتداده إلى باقي العقارات المجاورة، فيما تواصل الأجهزة المختصة التحقيق في ملابسات الواقعة واتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.

وفي لفتة إنسانية، زار المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، الشاب رشاد بمستشفى بنها الجامعي للاطمئنان على حالته، مثمنًا بطولته وإقدامه الذي أنقذ الأرواح. ووجّه المحافظ بتوفير رعاية طبية متكاملة له، كما قرر صرف مساعدة مالية عاجلة لأسرته، بجانب مساعدة شهرية فور تماثله للشفاء، تقديرًا لتضحيته وشجاعته.

رشاد الذي يعمل متطوعًا في جمعية الهلال الأحمر، أصبح حديث الأهالي الذين وصفوه بأنه "بطل حقيقي"، وضرب مثالًا نادرًا في الشجاعة والإيثار، مؤكّدين أن ما فعله سيظل محفورًا في قلوبهم كقصة إنسانية ملهمة لأبناء جيله.


