أحلام الشباب.. الوقود المفقود لبناء المستقبل
في مصر، حيث يختلط الحلم بالواقع، يقف الشباب بين مطرقة الظروف وسندان الطموح، هؤلاء الذين يملؤون الشوارع بضحكاتهم وأحلامهم، يواجهون يوميًا أسئلة صعبة: هل ستتحقق أحلامنا؟ هل سنجد فرصة تليق بنا؟ هل سنكون شركاء حقيقيين في صناعة الغد؟
الشاب المصري يحلم أن يجد وظيفة تحترم تعبه، أن يعيش حياة كريمة، أن يؤسس بيتًا بسيطًا يليق بكرامته، لكن الحقيقة القاسية تقول إن الطموحات تصطدم كثيرًا بواقع مليء بالتحديات: ارتفاع الأسعار، قلة الفرص، وضغوط لا تنتهي.
ولا يمكن أن نتحدث عن مشاكل الشباب دون التوقف عند شبح البطالة، ذلك الكابوس الذي يحاصر آلاف الخريجين كل عام، سنوات طويلة يقضيها الشاب في الدراسة ثم يتخرج ليجد نفسه في مواجهة فراغ مرعب بين ما تعلمه وما هو متاح له في سوق العمل.
تزداد المشكلة قسوة حين يتحول الحلم إلى انتظار طويل لوظيفة حكومية أو فرصة محدودة، بينما يضطر آخرون للهجرة أو العمل في مجالات بعيدة تمامًا عن تخصصاتهم، ورغم ذلك يبقى الشباب أكثر فئة تعرف معنى الصمود.
كم من شاب بدأ من الصفر وصنع مشروعًا صار ملجأ لعائلته! وكم من فتاة كسرت كل القيود وأثبتت أن النجاح لا يعرف سوى من يصرّ عليه! إن أحلام الشباب ليست مجرد رفاهية عابرة، بل هي الوقود الحقيقي لعجلة التنمية، بدون هذه الأحلام لن يكون هناك مستقبل، ولن يتحرك الوطن خطوة واحدة للأمام.
ولكن.. هنا تأتي مسؤولية الدولة والمجتمع، على المسؤولين أن يفتحوا الأبواب بدلًا من أن يظل الشباب يبحثون عن نوافذ ضيقة، على المؤسسات أن تؤمن بأن هؤلاء الشباب ليسوا عبئًا، بل شركاء حقيقيون في البناء، فالطاقة موجودة، والعقول موجودة، والنية موجودة… لم يتبقَ سوى الفرصة.
ومع كل ذلك، يظل الشاب المصري عنيدًا، مهما تعثر يقوم من جديد، ينهض بابتسامة متحديًا واقعه، لأنه يعلم أن الغد لا يُصنع إلا بقلوب لا تعرف الانكسار، وبإيمان أن مصر تستحق أن نحلم لها دائمًا الأجمل والأفضل.


