بعد تراجعها الأسبوعي.. توقعات باستكمال البورصة المصرية قفزتها التاريخية بدعم التفاؤل العالمي
تستعد البورصة المصرية ومؤشراتها الرئيسية لاستئناف مسارها الصاعد خلال تعاملات الأسبوع المقبل، بعد أن شهدت الأسبوع الماضي تراجعا طفيفا تزامن مع عمليات جني أرباح صحية عند مستويات قياسية.
هذا الهدوء النسبي يتناقض مع الحماس الذي اجتاح الأسواق العالمية بنهاية تعاملات الجمعة الماضية، خاصة في "وول ستريت"، عقب تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، التي فتحت الباب أمام خفض محتمل لأسعار الفائدة في المستقبل القريب.
تراجع محلي وتفاؤل عالمي
شهدت مؤشرات البورصة المصرية تراجعا جماعيا يوم الخميس الماضي أخر تعاملات الأسبوع الماضي، حيث انخفض المؤشر الرئيسي EGX30 بنسبة 1.02% ليغلق عند 35،731 نقطة.
جاء هذا الهبوط نتيجة لعمليات بيع واسعة استهدفت الأسهم القيادية وانخفض سهم البنك التجاري الدولي (CIB) بنسبة 1.46%، مما دفع المؤشرات الأوسع نطاقًا، EGX70 وEGX100، إلى تسجيل انخفاضات مماثلة بنسب 1.06% و1.15% على التوالي.
في المقابل، شهدت الأسواق الأمريكية ارتفاعات تاريخية، حيث أغلق مؤشر داو جونز الصناعي عند أعلى مستوى له على الإطلاق بنهاية تعاملات الجمعة الماضية، مع مكاسب تجاوزت 1.8%، مدفوعًا بتصريحات باول في ندوة جاكسون هول.
هذه التصريحات زادت من توقعات المتداولين بخفض أسعار الفائدة في اجتماع سبتمبر المقبل وفق خبراء، مما منح دفعة قوية للأسواق المالية العالمية، كما أغلقت الأسهم الأوروبية عند أعلى مستوى لها في أكثر من خمسة أشهر، حيث ارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.4%، مدعومًا بقطاعات التعدين والسيارات التي قادت المكاسب.
جني أرباح صحي ومستقبل صاعد
ومن جهته أكد محمود عطا، خبير أسواق المال، أن جني الأرباح جاء منطقيًا مع اقتراب المؤشر الرئيسي من قمته التاريخية عند 36،200 نقطة. وأشار إلى أن تجاوز هذه القمة مرهون بقدرة سهم البنك التجاري الدولي على اختراق مستوى 101 جنيه والاستقرار أعلى من 102 جنيه.
ورغم التراجع، يرى عطا، أن الاتجاه العام للمؤشر لا يزال صاعدًا على المدى القصير والمتوسط، وأن التراجع الحالي يمثل فرصة للمستثمرين لزيادة مراكزهم الشرائية.
وتوقع عطا في تصريحات لـ القاهرة 24، أن تقود قطاعات مثل العقارات، والسياحة، والاتصالات، والخدمات المالية غير المصرفية الموجة الارتدادية المقبلة، مع إمكانية وصول المؤشر إلى مستويات تتراوح بين 38 و40 ألف نقطة على المدى الطويل. كما نصح بالتركيز على الأسهم ذات الأساسيات القوية والابتعاد عن المضاربات.
تحركات المستثمرين
وكشفت بيانات التداول عن انقسام في سلوك المستثمرين، حيث اتجه المستثمرون المصريون، سواء الأفراد أو المؤسسات، للبيع بصفة عامة، وسجلت المؤسسات المحلية صافي بيع بقيمة 56.5 مليون جنيه. في المقابل، استغل الأفراد المحليون التراجع لزيادة مراكزهم، مسجلين صافي شراء بقيمة 229.7 مليون جنيه.
أما المستثمرون العرب والأجانب، فقد اتجهوا للبيع أيضًا، مما يعكس حذرًا من جانب المستثمرين الخارجيين في ظل التقلبات الأخيرة.
