بعد مظاهرات دعم غزة وأزمة كانبرا وتل أبيب.. 145 ألف يهودي يفكرون في مغادرة أستراليا
يشهد المجتمع اليهودي في أستراليا موجة قلق متصاعدة على خلفية تصاعد مزاعم العداء للسامية والمواقف المناهضة لإسرائيل منذ بدء الحرب على غزة عقب هجوم السابع من أكتوبر، ما دفع بعض العائلات للتفكير جديًا في الهجرة والعودة إلى إسرائيل، في مشهد يذكّرهم بحسب وصفهم بقصص أجدادهم الذين فرّوا من أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية.
أزمة اليهود في أستراليا
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، يبلغ عدد اليهود والإسرائيليين في أستراليا نحو 145 ألف نسمة، إلا أن ما كان يُنظر إليه كملاذ آمن أصبح اليوم، وفق شهادات من داخل الجالية، مكانًا محفوفًا بالمخاطر، فقد تم تسجيل مئات الحوادث شملت إحراق كُنُس، وتخريب مطاعم، ورش صلبان معقوفة، إضافة إلى مقاطعة فنانين واعتداءات عنيفة متكررة.
ويقول شاي ليفين، رجل أعمال إسرائيلي مقيم في سيدني منذ 12 عامًا، للصحيفة أن بعض المناطق في غرب المدينة باتت محظورة عمليًا على اليهود، مشيرًا إلى أن أبناءه يخضعون لتدريبات في الدفاع عن النفس تحسبًا لأي اعتداء.
ويشير مراقبون إلى أن أستراليا، التي استقبلت لعقود يهود فارّين من الاضطهاد في أوروبا والاتحاد السوفيتي السابق وجنوب إفريقيا، لم تعد تُشعر الجالية اليهودية بالطمأنينة التي طالما ميزتها، ويُرجع هؤلاء التوتر الحالي إلى تدهور العلاقات بين إسرائيل وحكومة حزب العمال التي تولت السلطة في مايو 2022 برئاسة أنطوني ألبانيزي ووزيرة خارجيته بَيني وونغ.
في هذا السياق، نُظمت تظاهرات ضخمة مؤيدة للفلسطينيين في سيدني وملبورن، رُفعت خلالها صور لنتنياهو على هيئة هتلر وشعارات مناهضة لإسرائيل، فيما نظمت في المقابل وقفات دعم للجالية اليهودية عقب حوادث استهدفت بعض مؤسساتها الدينية.
وعلى مدار الأيام الماضية، تزايدت حدة التوترات بين إسرائيل وأستراليا، حيث منعت الأخيرة عضو الكنيست المتطرف من حزب الصهيونية الدينية سمحا روثمان من دخول أراضيها قبل ساعات من سفره، حيث كان من المقرر أن يزور مدارس يهودية ومعابد ويلتقي ضحايا موجة من الهجمات المعادية للسامية، بدعوة من الجمعية اليهودية الأسترالية التي أكدت إلغاء الزيارة.
وردًا على ذلك، أعلنت خارجية الاحتلال الإسرائيلي بإلغاء تأشيرات الإقامة الخاصة بالممثلين الأستراليين لدى السلطة الفلسطينية، في خطوة اعتبرها ردًا على رفض كانبيرا منح تأشيرات دخول لوزيرة العدل السابقة أييليت شاكيد ورئيس لجنة الدستور في الكنيست سيمحا روتمان، إضافة إلى توجه أستراليا للاعتراف بدولة فلسطينية.
من جانبه، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أستراليا بالتشجيع على كراهية اليهود.


