السبت 06 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

الخيانة سلسلة سوداء بدأت بأبو رغال ومرت بخيانة أمراء الشام لصلاح الدين.. وانتهت عند جماعة الإخوان

الأحد 24/أغسطس/2025 - 08:11 م

منذ فجر التاريخ لم يكن العدو الخارجي أخطر على الأوطان من خيانة الداخل، ففي ليلة حالكة على أسوار الشام جلس أميرٌ باع ضميره يخطّ رسالة سرّية للصليبيين يَعِدهم فيها بفتح الطريق نحو ديار المسلمين لم يكن قلبه مع القدس ولا مع دماء الشهداء بل مع الذهب الذي وُعِد به وسلطانٍ زائف توهّم أنه سيخلّده، وحين حمل الرسل رسالته إلى معسكر الغزاة، كان في الحقيقة يكتب شهادة عاره الأبدية في مقبرة الخيانة.
ثم جاء يوم حطّين يوم ارتفعت فيه رايات النصر وانهارت قلاع الغزاة وسقط الخائن بين جثثهم لا يذكره الناس إلا لعنةً على كل لسان، ومن قبله كان أبو رِغال يرشد أبرهة إلى الكعبة فسقط ميتًا وترك قبرًا مرجومًا بالحجارة ولعنةً خالدة، إنها الأسماء والوجوه تتغير، لكن الدرس واحد: الخيانة لا تصنع مُلكًا بل تحفر لصاحبها قبرًا في ذاكرة العار.

واليوم، وبعد قرون يُعيد التاريخ نفسه بأقنعة جديدة، فلول مأجورة باعوا وطنهم بثمن بخس يتحركون باسم جماعة انتهت صلاحيتها يحاولون اقتحام سفارات مصر في الخارج، متوهمين أن الصراخ عند الأبواب سيهزّ هيبة الدولة، لكن المشهد في بعض دول الخارج، جاء ليؤكد أن مصر ليست ساحة للفوضى ولا هدفًا سهلًا بل حصنٌ منيع تُدافع عنه أيادٍ لا تعرف التراجع.

لقد تصدى رجال الأمن الدبلوماسي المصري والشرفاء من رجال مصر بالخارج لمحاولة اقتحام سفاراتنا في بعض الدول الغربية واحتجزوا المعتدين حتى تسليمهم للشرطة في رسالة واضحة: السيادة المصرية ليست محل نقاش والبعثات الدبلوماسية امتداد لأرض الوطن ومن يجرؤ على الاقتراب منها سيجد أمامه قوة لا تعرف التهاون وجاء صوت وزير الخارجية بدر عبد العاطي صريحًا كالقضاء: أي دولة تتقاعس عن حماية البعثات المصرية ستُعامل بالمثل.

إنهم عناصر إرهابية إخوانية تتحرك ضمن حملة ممنهجة لتشويه صورة مصر في الخارج، لكن خاب مسعاهم فالسفارات المصرية ليست أبوابًا مستباحة بل أسوار من هيبة وقوة يحرسها يقين وطني صلب كالأهرام.

وهنا يحق لنا أن نسأل بمرارة وغضب: من أنتم؟ وما تاريخكم؟ أيُعقل أن يُقدِم مصريون على اقتحام سفارات بلدهم أو المساعدة في ذلك؟ ماذا فعلت مصر بكم غير أنها احتضنتكم ومنحتكم الأمن والهوية والكرامة؟ كيف تنكرتم للأرض التي ربتكم وأدرتم ظهوركم للوطن الذي أطعَمكم من خيره؟ ما هذا الحقد الدفين الذي يدفعكم لمحاولة تشويه صورة مصر في الخارج؟ إن اختلفتم سياسيًا فهذا شأنكم لكن أن تهدموا بلدكم وتشوهوا صورتها فهذه جريمة لا تغتفر مصر أكبر من مؤامراتكم وأعظم من أحقادكم ومصر… وكفى.

إن دلالات هذه الحوادث لا تقف عند حدود مشهد أمني بل تمتد إلى رسالة استراتيجية عميقة: مصر تقول للعالم بلسان القوة إنها لن تسمح بالاعتداء على بعثاتها وإن من يمد يده على رمزها الوطني سيجدها مقطوعة.
لقد فقدت الجماعة الإرهابية أي تأثير في الداخل فلجأت إلى استعراضات هزيلة في الخارج لكنها وقعت في فخ التاريخ: الدولة المصرية تلاحقهم حيثما وجدوا والعار يلاحقهم حيثما هربوا.

لقد أرادوا أن يُصدروا صورة ضعف فإذا بهم يُظهرون للعالم صلابة الموقف المصري، أرادوا أن يُحرجوا الدولة فإذا بهم يكشفون هشاشتهم وانكشافهم أمام الرأي العام العالمي.

وهكذا تُثبت مصر أنها الدولة التي تعرف متى تصمت بحكمة ومتى تُرعب خصومها بقبضة من حديد ومن يظن أنه قادر على كسر إرادتها فليقرأ التاريخ جيدًا: مصر لا تُكسر.

ستظل مصر الكنانة بلد الحضارة والتاريخ عصيّة على الكسر منيعة على المؤامرات واقفة في وجه الرياح كالأهرام الشامخة لا تهتز هي الأرض التي باركها الله والحضن الذي لا يخذل أبناءه مهما جار الزمن. فلتتذكروا دائمًا: هذه مصر… التي تُعلّم الدنيا معنى البقاء، وهذه مصر… التي تُسقط كل عدو يطأ حدودها أو يمد يده على كرامتها.
مصر العظيمة… مصر الخالدة… مصر وكفى.

تابع مواقعنا