السبت 06 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

أمين الأعلى للآثار: كارثة طبيعية أسقطت تماثيل أبو قير في أعماق المتوسط.. ونسعى لإقامة معرض متنقل للآثار الغارقة يجوب العالم | حوار

أمين الأعلى للآثار
أخبار
أمين الأعلى للآثار وصحفي القاهرة 24
الإثنين 25/أغسطس/2025 - 10:09 ص

شهدت محافظة الإسكندرية خلال الأيام الماضية حدثًا أثريًا كبيرًا، تمثل في استخراج مجموعة من القطع الأثرية النادرة من أعماق البحر بميناء أبو قير، في إطار أعمال الحفائر التي تنفذها إدارة الآثار الغارقة بالمجلس الأعلى للآثار، وجاء هذا الكشف بالتزامن مع افتتاح معرض مؤقت يضم 81 قطعة أثرية، استعدادًا لحدث عالمي مرتقب غدًا، حيث يترقب العالم الإعلان عن تفاصيل جديدة تتعلق بالآثار المغمورة في مياه البحر المتوسط.

وفي ذات السياق حاور القاهرة 24 الدكتور محمد إسماعيل الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ليكشف تفاصيل جديدة حول الآثار الغارقة، وإليكم نص الحوار: 

حدثنا عن معرض الآثار الغارقة في متحف الإسكندرية القومي؟ وكم مدة المعرض؟

المعرض يضم 81 قطعة أثرية تم استخراجها من حفائر ميناء أبو قير، والتي كانت تُدار بالكامل عن طريق إدارة الآثار الغارقة بالمجلس الأعلى للآثار، وجميع الغواصين والأثريين المشاركين في العمل هم مصريون من مفتشي الآثار، وخلال أعمال الحفر تم الكشف عن مجموعة كبيرة من القطع الأثرية المغمورة، واستخرجنا أكثر من 86 قطعة، وهي في الحقيقة عدد قليل مقارنة بما هو موجود، ولكن خوفًا عليها من عوامل التلف أو السرقة تم انتشالها فورًا.

وقررنا عرض هذه القطع في معرض مؤقت لمدة 6 أشهر لزيادة الوعي الأثري بما يتعلق بالآثار المغمورة سواء في الإسكندرية أو على المستوى الدولي.

هل هناك خطط مستقبلية لتوسيع نطاق عرض هذه الآثار خارج مصر؟

نعم، نحن نعمل حاليًا على توقيع اتفاقية لإقامة معرض متنقل للآثار الغارقة يجوب العالم، ليتمكن الجميع من مشاهدة الكنوز المستخرجة من البحر المتوسط، واستخراج القطعة الأثرية خلال الأيام الماضية تم لأول مرة منذ أكثر من 20 عامًا يتم انتشال آثار بهذا الحجم من تحت المياه، هذا الإنجاز يعكس تكاتف الدولة وحرصها على حماية التراث المغمور باعتباره جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الإسكندرية.

هل هناك ضوابط محددة لانتشال القطع الأثرية من تحت المياه؟

بالطبع، نحن لا يمكن أن نستخرج كل القطع، لأن مصر وقعت على اتفاقية اليونسكو لعام 2001 الخاصة بالحفاظ على التراث المغمور، لكن هناك استثناءات تتيح لنا انتشال بعض القطع، مثل التماثيل أو المواد المعرضة للتلف بسبب تأثير المياه على المدى الطويل، أو القطع الصغيرة التي يسهل تعرضها للسرقة، في هذه الحالات نضطر لاستخراجها ووضعها في المتاحف لحمايتها.

ماذا عن الضوابط والإجراءات التي تُتبع بعد استخراج القطع الأثرية من البحر؟

القطع بعد استخراجها تمر بمراحل طويلة ومعقدة، أولًا يتم تسجيلها ودراستها تحت المياه، ثم إذا كانت صغيرة يقوم الغواصون الأثريون بانتشالها، بعد ذلك توضع مباشرة في أحواض مياه خاصة لمعادلة نسبة الملوحة، تستمر هذه المرحلة حتى تبدأ عمليات الترميم والمعالجة النهائية، والتي قد تستغرق عامًا أو أكثر، وبعدها فقط تُعرض القطع في المتاحف.

هل هناك إحصاءات أو أعداد تقريبية لما يوجد من آثار غارقة تحت المياه؟

حتى الآن لا يوجد رقم محدد، لكن الدراسات أثبتت أن جزءًا كبيرًا من الإسكندرية القديمة قد غمرته المياه، وبالتالي نتوقع وجود كم هائل من الآثار المغمورة ما زال ينتظر الكشف عنه.

ما أبرز الملاحظات التي رصدت على التماثيل التي جرى اكتشافها في منطقة ميناء أبو قير البحري؟

في الحقيقة من أهم الملاحظات التي سجلناها أن معظم التماثيل المكتشفة وُجدت بلا رؤوس أو أقدام، وهو ما يعطينا دلالة قوية على أنها تعرضت في وقت ما إلى كارثة طبيعية كبرى، من المرجح أن يكون ذلك نتيجة زلزال أو انهيار أرضي مفاجئ أدى إلى سقوط المدينة بأكملها في مياه البحر، ومع الاصطدام والتآكل عبر مئات السنين فقدت التماثيل أجزاءها الرئيسية.

هذا الاكتشاف لا يضيف فقط إلى معرفتنا بحالة القطع الأثرية، وإنما يساعدنا أيضًا في فهم طبيعة الأحداث التي مرت بها المدن الغارقة في هذه المنطقة، وكيف اختفت أجزاء كبيرة من الإسكندرية القديمة تحت سطح البحر، كما أن هذه المشاهدات تؤكد أن المنطقة كانت عامرة بمعابد وتماثيل ضخمة خلال العصر البطلمي، وهو ما أثبتته الاكتشافات السابقة التي نفذتها البعثات المصرية والدولية، حيث نجحنا خلال السنوات الماضية في العثور على بقايا معابد ضخمة وتماثيل مهيبة، وكلها تشهد على ثراء المدينة وأهميتها التاريخية، وبالتالي، فكل قطعة يتم العثور عليها تمثل إضافة حقيقية لفهمنا لتاريخ هذه المدن الغارقة وحضارتها.

تابع مواقعنا