السبت 06 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

الموقف المصري السعودي أمام مشروع التهجير

الإثنين 25/أغسطس/2025 - 12:01 م

في زمن تتسارع فيه المؤامرات على جسد الأمة العربية، وتتوالى فصول القهر على شعبنا الفلسطيني الصامد، جاءت زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى المملكة العربية السعودية، ولقاؤه بالأمير محمد بن سلمان في مدينة نيوم، كحدث يتجاوز المجاملات الدبلوماسية إلى لحظة سياسية فارقة تعكس نهوضًا عربيًا يرفض الانكسار، ويعلن بصوت عالٍ أن فلسطين ليست وحدها.

فلسطين التي يراد لها اليوم أن تُمحى، لا بالتطهير العرقي وحده، بل بالحصار والتجويع والقتل والاقتلاع الجماعي، وجدت في هذا اللقاء المصري السعودي صدى لقضيتها العادلة، ونبضًا لقلبٍ عربيٍّ لم يمت.

تحالف عربي يتجدد.. ويقاوم

ما جمع القاهرة والرياض اليوم، لم يكن اجتماع مصلحة اقتصادية أو تحالفًا مرحليًا، بل هو امتداد لتاريخ طويل من العمل العربي المشترك، ومصير واحد لا تقطعه الحدود، لقاء السيسي ومحمد بن سلمان يعيد الاعتبار للعروبة كهوية جامعة، وكدرع حامي، وكراية لا تسقط.

وأن قوة مصر والسعودية، إذا ما اتحدت، ليست فقط ضمانة لاستقرار الإقليم، بل هي رسالة واضحة لكل من يظن أن العرب قد تراجعوا عن قضيتهم المركزية.

فلسطين.. القضية التي لا تموت

حين تتكالب القوى على غزة، ويُهدد أكثر من مليونَي فلسطيني بالتهجير القسري، تصبح مواقف العواصم العربية الحاسمة هي الفارق بين الخنوع والمقاومة، لقد جاء تأكيد السيسي ومحمد بن سلمان على الرفض القاطع لأي تهجير ليعيد رسم الخط الأحمر العربي في وجه كل محاولات الاقتلاع والإبادة.

لم تكن كلمات عابرة، بل إعلان نابع من شعور قومي مسؤول بأن ما يحدث في غزة ليس شأنًا فلسطينيًا فحسب، بل جرح في قلب كل عربي، ومصر، التي كانت دومًا حاضنة لفلسطين، والسعودية، التي تبنّت في مؤتمرها الأخير حل الدولتين، تقودان اليوم معًا جبهة عربية في وجه المشروع الصهيوني.

اقتصاد عربي موحد.. ومصير مشترك

بعيدًا عن البندقية، فإن المعركة ضد الاحتلال تُخاض أيضًا بالتنمية والاستثمار وبناء تكتل اقتصادي عربي قادر على حماية قراره السيادي، من هنا، تأتي أهمية اتفاق القاهرة والرياض على إطلاق مجلس تنسيق أعلى، والتكامل في مجالات الصناعة، التكنولوجيا، الطاقة، والنقل، إنها ملامح حلم عربي طال انتظاره، حيث تتحول الثروات العربية إلى قوة، والاتحاد إلى واقع لا مجرد شعار.

الشرق الأوسط بين المطرقة والراية

إن ما تمرّ به المنطقة من اضطرابات لا يُمكن مواجهته إلا برؤية عربية واعية، وهذا ما جسدته القمة المصرية السعودية، وسط الانقسامات الدولية والانحيازات الغربية الفاضحة، تُعيد القاهرة والرياض صياغة الدور العربي، لا كطرف في الصراع، بل كقائد لمشروع نهضة واستقلال.

إنها قمة تعيد الروح إلى خطاب العروبة، وترفع الصوت ضد الفوضى، وضد العبث بوحدة الأوطان، وضد الهيمنة التي تحاول تقسيم ما تبقى من الكيان العربي الواحد.

أيها العرب في كل مكان، إن اللقاء بين السيسي ومحمد بن سلمان هو أكثر من لقاء زعيمين، إنه وعدٌ بأن الكرامة لا تزال ممكنة، وأن فلسطين لم تُنسَ، وأن الأمة التي أنجبت صلاح الدين لا تزال قادرة على أن تنهض من جديد.

وإن التهجير من غزة ليس قضية الفلسطيني وحده، بل قضية كل من يعرف معنى الأرض، والشرف، والدم، والقاهرة والرياض اليوم تؤكدان أن من يفكر في اقتلاع الفلسطينيين، سيجد أمامه أمة لا تُهزم.

في وجه من يريد تحويل غزة إلى خراب، والعرب إلى جزر معزولة، جاءت القمة المصرية السعودية لتقول نحن هنا، نخطط، ونتعاون، ونتصدى، ونرفض أن نكون شهود زور على كارثة جديدة.

من نيوم، أطلقت مصر والسعودية رسالة إلى كل الأحرار العروبة ليست ماضيًا، بل مشروع مقاومة ومصير، ولفلسطين لسنا بعيدين نحن معكم.. اليوم وغدًا، حتى تعود الأرض لأصحابها، والحرية لأهلها.

تابع مواقعنا