أبحاث تكشف عن كويكب يحمل غبارًا أقدم من النظام الشمسي.. تعرف على التفاصيل

كشفت ثلاث دراسات علمية حديثة أن الكويكب القريب من الأرض بينو يحتوي على غبار نجمي أقدم من نظامنا الشمسي نفسه، إضافةً إلى مواد عضوية ومياه متجمدة قادمة من الفضاء بين النجوم، ما يفتح نافذة نادرة على المراحل الأولى لتشكل الكواكب.

أبحاث: كوكب يحمل غبارًا أقدم من النظام الشمسي وآثارًا من الفضاء بين النجوم 

ووفقًا لساينس لايف، العينات التي تمت دراستها وصلت إلى الأرض عام 2023 عبر مهمة OSIRIS-REx التابعة لوكالة ناسا، والتي جمعت مواد من سطح بينو في عام 2020، وتشير النتائج المنشورة في دوريات نيتشر أسترونومي ونيتشر جيوساينس إلى أن تاريخ الكويكب كان معقدًا وعنيفًا.

وتوضح الدراسة الأولى أن الجسم الأم لبينو تشكل في النظام الشمسي الخارجي، خلف كوكبي المشتري وزحل، قبل أن يتعرض لاصطدام كارثي أدى إلى تحطمه، ثم عادت شظاياه لتتجمع عدة مرات حتى تكوّن الكويكب الحالي. التحليل الكيميائي كشف أن مادته تحتوي على مزيج من غبار الشمس والنظام الشمسي المبكر، إضافة إلى غبار من النجوم بين النجوم.

أما الدراسة الثانية فبيّنت أن المياه لعبت دورًا بارزًا في تشكيل مادته، إذ تراكم الجليد على الجسم الأم ثم ذاب، ما أدى إلى تفاعلات كيميائية مع الغبار، ونتج عن ذلك معادن مائية تشكل اليوم نحو 80% من تركيبة العينات. هذا يشير إلى أن بينو كان يحمل كميات كبيرة من المواد الجليدية في بداياته.

وفي الدراسة الثالثة، رصد الباحثون آثارًا لاصطدامات متكررة مع نيازك دقيقة تركت فوهات مجهرية وآثارًا لصخور منصهرة، بالإضافة إلى بصمات للرياح الشمسية على سطح العينات.

تُظهر هذه النتائج أن بينو ليس مجرد صخرة فضائية عابرة، بل أرشيف كوني يحفظ بين طبقاته تاريخًا أقدم من نظامنا الشمسي، ودليلًا على دور الاصطدامات والجليد في بناء الأجسام السماوية. ويأمل العلماء أن تسهم هذه الدراسات في فهم كيفية نشأة الأرض والكواكب، وأصول المياه والمركبات العضوية في المجموعة الشمسية.