الليلة.. اقتران القمر بالمريخ يزين سماء الوطن العربي
يشهد سكان الوطن العربي مساء اليوم الثلاثاء 26 أغسطس 2025، واحدة من أجمل الظواهر الفلكية، حيث يقترن هلال شهر ربيع الأول بكوكب المريخ على صفحة الأفق الغربي، في مشهد يمكن متابعته بالعين المجردة بعد غروب الشمس مباشرة، إذا كانت السماء صافية وخالية من الغيوم.
اقتران القمر بالمريخ يزين سماء الوطن العربي
ووفقًا للجمعية الفلكية بجدة، يبدأ رصد الاقتران مع حلول الظلام التدريجي، حيث يظهر الهلال الرقيق منخفضًا قرب الأفق الغربي، فيما يتلألأ كوكب المريخ بجواره كنقطة حمراء لامعة مميزة.
ويستمر هذا المشهد لفترة وجيزة لا تتجاوز الساعة الأولى بعد الغروب، قبل أن يختفي القمران معًا خلف الأفق، ما يجعل مراقبته مرتبطة باختيار وقت مناسب وموقع مكشوف باتجاه الغرب.
ويمنح هذا الحدث الفلكي فرصة لهواة التصوير لالتقاط لقطات مميزة تجمع بين الهلال الجديد والمريخ، خصوصًا إذا تمت إضافة عناصر أرضية إلى الإطار مثل المآذن أو الأشجار أو الجبال، ما يضفي بعدًا جماليًا إضافيًا على المشهد، كما يمكن استخدام المناظير أو الكاميرات الفلكية لزيادة وضوح التفاصيل الدقيقة للهلال، بينما يظل رصده بالعين المجردة متاحًا وسهلًا للجميع.
ويكتسب هذا الاقتران أهمية علمية وثقافية، إذ يبرز موقع المريخ الذي يعد من أكثر الكواكب سهولة في التمييز بفضل لونه الأحمر البرتقالي، كما يمثل الهلال الجديد إشارة لبداية الشهر القمري.
ويأتي المشهد كتجسيد بديع للحركات السماوية المنتظمة التي تحكمها قوانين دقيقة، في تذكير بجمال الكون وضرورة استثماره لتعزيز الثقافة الفلكية لدى الجمهور.
ويؤكد الفلكيون أن مثل هذه الظواهر تمثل جسرا بين العلم والجمهور، حيث تشجع الأجيال الجديدة على الاهتمام بالفضاء والعلوم، وتفند في الوقت نفسه المعتقدات القديمة التي كانت تفسر هذه الأحداث بتفسيرات غير علمية.
اقتران القمر بالمريخ الليلة يفتح نافذة جديدة للتأمل في السماء، ويمنح الجميع تجربة بصرية فريدة لا تتكرر كثيرًا، وفرصة للتواصل مع روعة الكون بعيدًا عن صخب الحياة اليومية.


