أزهري يوجه رسالة لرجل يطالب زوجته بدفع ثمن الحج: أهل الشهامة والرجولة يترفعون عن ذلك
تلقى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، وعضو لجنة الفتوى بالأزهر، سؤالًا وجه إليه نصه: تحمل زوجي نفقات حجي وكان ذلك منذ زمن بعيد والآن يطالبني وبإصرار بأداء هذه النفقات له لدرجة أنه أخذ ذهبي في غيبة مني فما حكم ذلك؟.
وقال عطية لاشين عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: قال تعالى في القرآن الكريم: (لينفق ذو سعة من سعته)، وروت كتب السنة النبوية عن سيدنا النبي قوله: (النساء شقائق الرجال ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم)، موضحًا: فيتولد عن عقد الزواج حقوق والتزامات على عاتق طرفيه الزوج والزوجة.
وتابع لاشين: على رأس الحقوق والواجبات للزوجة بمقتضى عقد الزواج والدخول أي تسليم المرأة نفسها للزوج النفقة الزوجية وهي واجب ملقى على عاتق الزوج دل على ذلك الكتاب والسنة واجماع الأمة، أما الكتاب فقول الله تعالى: (وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف)، والحديث الذي رواه أبو داود في سننه بإسناد حسن حينما سأل معاوية ابن الحكم الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: ما حق زوجة أحدنا عليه؟
أزهري يوجه رسالة لرجل يطالب زوجته بدفع ثمن الحج: اعتبره بديلًا عن أجرتها في الرضاع
وأكمل: قال المعصوم صلى الله عليه وسلم: (أن تكسوها إذا اكتسيت وتطعمها إذا طعمت) يعني لا تأكل وحدك دونها كما يفعل بعض الأزواج (ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت)، وبخصوص واقعة السؤال نقول: إن بنود وعناصر النفقة الواجبة للزوجة على زوجها والذي انعقد عليها الإجماع ما يلي: السكن قال تعالى: (أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم)، والأكل، والكسوة، وأجرة خادم إذا كانت ممن تخدم في بيت أبيها، وعند البعض الآخر من أهل العلم نفقة العلاج اللازم للزوجة حينما ينزل بها الداء، وأدوات التجميل والزينة، ولم يكن من عناصر النفقة أن يتحمل الزوج تكاليف الحج لزوجته.
وتابع: ورغم ذلك فإني لا أرى للزوج أن يطالب زوجته بما دفعه لها خلال حجها للأسباب الآتية: أهل المروءات والمكرمات والشهامة والرجولة تترفع عن ذلك، قال الله تعالى: (ولا تنسوا الفضل بينكم)، ومن باب الفضل بين الزوجين عدم مطالبتها بهذه النفقات، إن هذا كان منك وقتها على سبيل الهبة، والرجوع في الهبة إما محرم أو مكروه، ومن رجع فيه هبته كان كالعائد في قيئه كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، الزوجة قامت على حضانة الأولاد وإرضاعهم وتربيتهم وهي إن طالبت بأجرة الرضاعه كان لها ذلك وعلى الزوج أن يدفع لها ماطلبت لقول الله تعالى: (فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن)، فيا ليتك أيها الزوج الكريم جعلت ما تحملته من نفقات حج شريكة حياتك وزوجك وأم أولادك أن تجعله بدلا عن حقها في أجرة الرضاع.
