أحمد الدريني عن مفاوضات غزة: مصر ماضية في ضغوطها.. وما يشغلنا سيناريو اليوم التالي لوقف الحرب
تحدث الكاتب الصحفي أحمد الدريني، عن المفاوضات بشأن غزة، مؤكدا أن مصر ماضية فى ضغوطها بكل السبل والصيغ رغم كل ما تتلاقاه من سهام نقد ومحاولات إحباط أو إحراج من هذا الطرف أو ذاك، ماضية قدما ولا سبيل لها سوى هذا لأنها تفكر في اليوم والغد وما بعد الغد وكونها طرف أصيل في هذه المسألة، علاوة على أن الصيغة التي سيتم تسوية بها الأمر بآثار مباشرة على أمنها القومى.
أحمد الدريني عن مفاوضات غزة: مصر ماضية في ضغوطها
أضاف الدريني، في تصريحات عبر مداخلة مع العربية الحدث، أن مصر ستمضى في ضغوطها طوال الوقت على كل الأطراف قدر ما تستطيع لكنها تدرك أن هناك رغبة إسرائيلية في المماطلة والتسويف، ويشيع في الدوائر المصرية أن بني إسرائيل تفاوضوا على مواصفات بقرة أمر إلهى جاء إليهم بذبح بقرة فتفاوضوا على مواصفاتها، وأن هذا التفاوض كان على سبيل اللجاجة فهذه اللجاجة الإسرائيلية واردة تماما والعقل المصري والمفاوض المصرى يستوعبها جيدا جدا، سواء من خبرتها مع إسرائيل في الحرب أو في التفاوض كثيرا ولمدة عقود.

ورجح أن ما تم بحثه أمس، يتعلق بالنقاط الفنية للتفاوض حول نقاط الانسحاب والخطوط الراجعة التي ستمتثل إليها إسرائيل وفقا للمبادرة المصرية القطرية، أو وفقا لهذا التصور الذي وافقت عليه حركة حماس، الذي يشابه إلى حد كبير التصور الذى جاء به الوسيط الأمريكي إلى الشرق الأوسط، مشيرا إلى نقطة أخرى متعلقة بالمسألة الفنية لتراجع القوات الإسرائيلية ولإدخال المساعدات الإنسانية ولإنقاذ الوضع الصحي في قطاع غزة، فهذه هي النقاط الثلاث الرئيسية يضاف إليها السيناريو الذي يشغل ذهن المفاوض المصري وهو سيناريو اليوم التالي لإنهاء هذه المأساة إذا ما ذهبنا إلى سيناريو إيقاف الحرب وإدخال المساعدات وتدارك الوضع الإنساني الحرج جدا فماذا بعد؟ من سيحكم القطاع ومن سينتشر فيه وكيف يمكن للدولة الفلسطينية عبر مؤسساتها أن تسيطر على قطاع غزة وأن تتولى مسئوليتها تجاهه.
وأردف: مصر مستمرة في دورها وتنظر إلى مسألة تصريحات نتنياهو أنها جزء من حرب نفسية وتنظر إلى الخلاف الإسرائيلي الداخلي العسكري بشأن ضرورة الفعل العسكري وحتمياته بالنسبة لإسرائيل، كما أن هناك خلاف عسكري عسكري داخلي حول غرض العملية، نتنياهو وبعض العسكريين يريدون المضي قُدمًا لأجل الضغط تماما على حماس ولاستجلاء رد فعلها وهذا هو التحليل في مستوياته الأولية، ولكن أعتقد أن القاهرة تنظر إلى التصعيد الإسرائيلي في سوريا إلى لغة إسرائيل اليوم مع لبنان، الوضع في غزة، الصواريخ الحوثية التي انطلقت من اليمن.
واصل الدريني: هناك رغبة لدى إسرائيل لإبقاء كل الملفات لاهبة وكل ملفات الحرب والتحركات العسكرية واردة طول الوقت، ولكن إسرائيل من ناحية أخرى ورغم الانقسام السياسي والعسكري ولديها أزمات مع مواطنيها في الداخل المحتجين في الطرقات، وأهالي الرهائن واستطلاعات الرأي التي تشير أن جنود الاحتياط لا يفضلون العودة مرة أخرى إلى صفوف الجيش والانخراط في القتال بنسبة تزيد عن 40%.
كما لفت إلى شق آخر متعلق بمحاولة تحليل نتنياهو نفسيا، وطريقة اتخاذه القرار هناك بعض التحليلات التي تشير إلى أن هذا هو نتنياهو والكلاسيكي الذى يؤخر القرار لآخر لحظة ويسوف قدر المستطاع وبينما يسوف ويحسب ببطء يسعى للضغط على كل الأطراف لاستغلال وتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب، ويضيف: ومن ثم أعتقد أن القاهرة تفصل بين نتنياهو كشخص وبين الحكومة الإسرائيلية وشخصية الكيان الإسرائيلي ككل وبين القدرة والضرورة العسكرية على الفعل من عدمه.


