زمن الخيال!!
نعيش زمن النكتة والأغنية الخفيفة والفيلم الكوميدي والمسلسل الشعبي (السوقي) والبوست والتغريدة والصور على السوشيال ميديا (وفضائح السوشيال ميديا) والخبر الصحفي من سطر وبرامح الردح الليلية والكاميرا الخفية الرمضانية وبرامج نجوم يستضيفون فيها نجوما، علما بأن المضيف لا يمتلك مقومات المذيع، والضيف ليس أهلا من الأساس للاستضافة، ونحن نشاهد والإعلانات في ازدياد!!.
نعيش حياة الكومباوند المحاط بالأسوار، وحفلات الرقص (والتنطيط ) والمصيف الساهر والأفراح بأوروبا أحيانا وأخرى بالجونة، والمدارس الإنترناشيونال والجامعات بالخارج لفئة بعينها (غالبا لا تجيد قراءة العربية ولا تحفظ كلمات النشيد الوطني)!!.
نعيش عصر إمبراطوريات أرقام المشاهدات التي تخطت المليار مشاهدة!! نحيا وسط البلوجرز ونراهم يحصلون على حيتان واُسُود التيك توك ليجمعوا ثروات طائلة!!، ونعيش أيام الروايات المنقولة عن أفلام أمريكية التي تصبح في غمضة عين موضة ومحل فخر ثقافي لكل من قرأها!!.
نعيش عصر الجريمة حيث السائق يغتصب الراكبة والطبيب يقتل المريضة والمحامي سفاحا والعائد إلى الوطن بعد سنوات وسنوات بالولايات المتحدة يقتلهن ومن ثم يمارس مع جثثهن الجنس ويقطعهن بعدها ويدفنهن بالصحراء!!، والمدرس يتحرش بصبي بدورة المياه بالمدرسة والشيخ الملتحي يغتصب فتاة!!.
نعيش عصر الصبغة والحلق وخلخال الساق والوشم للرجال!؟ نعيش زمن المزايدات السياسية والمتاجرة بغزة من قِبل الجهلاء والعيال!! ونعيش زمن الهارب فيه له برنامج تليفزيوني بقناة ممولة وله قنوات علي التواصل الاجتماعي خصصهم لمهاجمة مصر ونظامها!! ونعيش عصر من يصافح شخص بعينه يحصل علي سيارة فارهة وساعة مرصعة بألماس وشيك بالدولار!! ونعيش عصر الحصول علي جنسية اخري لا لشيء سوى لحصد المزيد من المال من جهة والقفز من المركب من جهة اخري تحت شعار ( يلا نفسي ) ونعيش عصر التشكيك في الجيش والقضاء والشرطة والنظام ببجاحة منقطعة النظير.
في المقابل: يكافح بقايا من عاصروا مقال هيكل وأنيس وبهاء الدين والكلمات المتقاطعة وقصص نجيب محفوظ وإحسان وإدريس وأفلام سينمائية جادة ومسلسلات عابرة للزمن وهوية مصرية خالصة واحترام للكبير وخوف على المصلحة العامة وإذاعة حقيقية ونشرة أخبار لها مواعيد مقدسة وخروجة الخميس ولمة الأسرة يوم الجمعة ورمضان بطقوس وقورة بعيدا عن العبايات والكنافة المحشوة بالشوكولاتة والفانوس المصنوع على هيئة مو صلاح!!
نعم هؤلاء يكافحون لا لشيء سوى لمعرفتهم بقيمة الوطن وبقيمة تاريخه العابر للسنين..
