بطلة اكتشاف اللغز.. الدكتورة نهاد حامد توضح كيف توصلت إلى السبب الحقيقي في وفاة أطفال دلجا
بعد أيام من الغموض والجدل الذي سيطر على الرأي العام في المنيا، برز اسم الدكتورة نهاد حامد جاد، مدرس واستشاري الطب الشرعي والسموم الإكلينيكية بكلية الطب جامعة الإسكندرية، لتكون صاحبة الفضل في كشف اللغز وراء وفاة أطفال قرية دلجا، التي هزت القلوب وأثارت الحزن في كل بيت مصري.
وقالت الدكتورة نهاد حامد في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، إن البداية كانت عندما تواصلت معها طبيبة من مستشفى المنيا العام وأخبرتها بوجود حالات متتالية من الأطفال تعاني من ارتفاع في الحرارة وقيء واضطراب بدرجة الوعي، وقد تُوفي أربعة منهم بالفعل ودُفنوا على أنهم مصابون بالتهاب سحائي، لكن نتائج العينات أكدت سلبية العدوى.
وأضافت الدكتورة نهاد حامد: مع ظهور الحالة الخامسة والسادسة، ومع إصابة والدهم بنفس الأعراض، بدأ الشك يساورني في وجود مادة سامة معينة.. طلبت فورًا إجراء أشعة رنين مغناطيسي على المخ، وبالفعل ظهرت علامات مميزة تؤكد الاشتباه في نوع محدد من المبيدات الحشرية.
وأوضحت خبيرة السموم أن خطورة هذه المادة تكمن في أنها لا تُكتشف مباشرة لأنها تختفي سريعًا من الجسم، مشيرة إلى أنه لا بد من البحث عن نواتج الأيض أو تكسيرها داخل الأنسجة.
وأكملت الدكتورة نهاد حامد: الأخطر أن هذه المادة تزداد سُميتها مع الحرارة، وهو ما سرّع بتدهور حالات الأطفال.
وواصلت الدكتورة نهاد حامد: أبلغتُ النيابة والطب الشرعي بالتحليل المطلوب، وبالفعل أسفرت النتائج عن وجود المبيد الحشري السام، ليصدر بيان رسمي يوم 25 أغسطس يؤكد أن السبب في وفاة الأطفال هو التسمم بمبيد حشري.
وأشارت الدكتورة نهاد إلى أنها امتنعت عن ذكر اسم المادة السامة بشكل علني، حفاظًا على عدم استغلالها في جرائم أخرى أو حالات انتحار، موضحة أن خبرتها في قراءة الأعراض وربطها بالأشعة والتحاليل كان المفتاح الحقيقي لكشف اللغز وإنهاء الجدل.


