استثمارات أم حصان طروادة؟.. الصين تشتري أراضي قرب مواقع عسكرية بالولايات المتحدة
تشهد ولاية نيو هامبشاير الأمريكية جدلًا واسعًا بعد تقارير عن استحواذ شركات صينية على أراضٍ بالقرب من مواقع حساسة، بينها منشآت عسكرية ومراكز دفاعية، وذلك وفقًا لما نشر في نيويورك بوست.
وآخر تلك العمليات كان شراء شركة نونجفو سبرينج أكبر شركة مشروبات صينية، أرضًا تبعد أقل من 16 كيلومترًا عن منشأة تابعة لشركة بي إيه إي سيستمز للمقاولات الدفاعية، المرتبطة بالقوات الجوية وقوة الفضاء الأمريكية.
الصين تشتري أراضي قرب مواقع عسكرية بالولايات المتحدة
وصفت ليلي تانغ ويليامز، المرشحة الجمهورية لعضوية الكونجرس عن ولاية نيو هامبشاير، عمليات شراء الأراضي بأنها أشبه بـ حصان طروادة.
وقالت: الصين لا تريد إطلاق رصاصة، لكنها تستخدم استراتيجيات توسع اقتصادية بطيئة للهيمنة العالمية بحلول عام 2049.
وبدره، حذر السيناتور الجمهوري بالولاية كيفن أفارد، من خطورة الاستحواذ القريبة من الشركات الدفاعية وقواعد قوة الفضاء الأمريكية، معتبرًا أنها تهديدا مباشرا للأمن القومي.
صفقات مثيرة للجدل
لم تكن صفقة نونجفو سبرينج الأولى، إذ سبق أن استحوذ مستثمرون صينيون عام 2018 على حرم كلية دانييل وبستر السابق (54 فدانًا)، الواقع بالقرب من مطار ناشوا.
كما اشترت مجموعة جياهوي التعليمية في 2016 كلية تشيستر بنيو إنجلاند بعد إغلاقها. هذه المشتريات المتتالية أثارت مخاوف متصاعدة من تغلغل صيني منهجي قرب منشآت أمريكية حيوية.
مخاوف محلية
لا يقتصر القلق على السياسيين فقط؛ فقد أبدى سكان ناشوا خشيتهم من أن يستنزف مصنع نونغفو سبرينغ الجديد موارد المياه المحلية عبر شبكة "بينيتشوك"، ما قد يضر بحاجات المجتمع.
وقال أحد السكان: إن أخذ ملايين الجالونات من مياه الشرب يوميًا أمر مثير للقلق الشديد.
ومن جانبها، أعلنت حاكمة الولاية كيلي أيوت فتح تحقيق رسمي في صفقات الأراضي الأخيرة، مؤكدة أن أي شراء مرتبط بالحزب الشيوعي الصيني يستوجب مراجعة صارمة من لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة.
وبينما تتواصل التحقيقات، يزداد الجدل حول ما إذا كانت هذه المشتريات مجرد استثمارات تجارية، أم أنها تشكل بالفعل تهديدًا استراتيجيًا للأمن القومي الأمريكي في خضم تصاعد التوتر بين واشنطن وبكين.
