مساجد الصحراء بـ حلايب وشلاتين.. فرشها الرمال وسقفها السماء ومحرابها الأحجار
يظهر إبداع الله سبحانه وتعالى جليًا على أرضه في أحسن صورها فهناك مناطق زودها الله بجمال طبيعي فتشعر وكأنك في الجنة، حلايب وشلاتين وأبو رماد هي جنة من جنان الأرض جمعت بين سحر الطبيعة وروعة البحر والأشجار والنباتات وندرة الحيوانات والطيور.
تعرف على مساجد الصحراء بـ "حلايب وشلاتين"
ففي أقصى جنوب مصر، يتمسك الأهالي بالعادات والتقاليد رغم إيمان من حولهم بالحداثة والتغيير، ورغم الاهتمام الذى توليه لهم الدولة إلا أن عددًا كبير منهم يعيش في مناطق وعرة بين دروب وجبال البحر الأحمر بعيدًا عن القبائل الأخرى.
ويحرص أهالي المنطقة على أداء شعائرهم الدينية وصلاتهم كما يحرص الأطفال الصغار على المواظبة على الخلاوي لحفظ القرآن الكريم، بالإضافة لحفاظهم على لهجتهم البدوية وثقافتهم التي تورث من جيل إلى آخر.
فيما اضطرتهم ظروف سعيهم للبحث عن مراعي لأغنامهم داخل الصحراء أن يخصصوا بعض الأماكن في قلبها لأداء الصلاة بها، ليؤدي من بعدهم العابرون الفريضة إذا أرادوا، ويطلق عليها "مساجد الصحراء" وهى عبارة عن مكان واسع تحيطه الأحجار كبيان أن ذلك مكان للصلاة، وفى أوقات أخرى لا تقام فيها الصلاة بعد أن يهجر الرعاة مكانهم إلا أن الصلاة يقيمها عابرو الصحراء ومن يتجولون بإبلهم من أوقات لأخرى ويظل تلك المكان بيت من بيوت الله، كما تقام القبلة بخبرات أهل البادية وقاطني الصحراء في معرفة النجوم واتجاهاتها.
ويحرص مستخدمو هذه المصليات على تجديد حدودها كل فترة لتعرضها لعوامل التعرية، ودائما ما تكون هذه المصليات بالقرب من الآبار لتسهيل الوضوء، ولا يتجاوز حجمها عددا من الأمتار، يتم فرشها بالرمال، تحيطها الأحجار من جوانبها الثلاثة على أن يكون الجانب الرابع مفتوحًا ليدل على اتجاه القبلة، مع تمييزها بمحراب من الأحجار على شكل نصف دائرة.


