محمود فهمي: الأحزاب حسمت معركة الفردي بانتخابات الشيوخ واتساع الدوائر صعب المهمة على المستقلين
أكد الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الحزبي محمود فهمي، أن المرحلة المقبلة تشهد تحديات كبيرة تحتاج إلى وعي سياسي ومجلس شيوخ يعبر عن هذه التحديات ويضع الحلول التي تدعم المسار الإصلاحي ومسيرة التنمية للدولة المصرية، موضحا أن مجلس الشيوخ يضم خبرات من كافة فئات المجتمع.
وأوضح الكاتب الصحفي محمود فهمي، خلال تصريحات تليفزيونية، أن هناك 300 عضو داخل مجلس الشيوخ وبعد انتهاء الانتخابات سيتم تعيين 100 عضو من قبل الرئيس السيسي، وهذه التعيينات تعبر عن كافه فئات المجتمع حتى يستطيع مجلس الشيوخ أن يمارس مهامه الدستورية والتشريعية.
وأوضح أن مجلس الشيوخ في الفصل التشريعي الأول اشتبك مع عدد من القضايا المهمة مثل قانون التعليم وكان لديه ملاحظات وتم إعادة القانون مرة أخرى إلى الحكومة ومجلس النواب لدراسته بشكل أعمق، كما درس المجلس الأثر التشريعي لعدد من القوانين المهمة مثل قانون التأمين الصحي الشامل، بالإضافة إلى دعم موقف القيادة السياسية ورفض تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه.
محمود فهمي: الأحزاب حسمت معركة الفردي في انتخابات الشيوخ
وأشار إلى أن هناك العديد من القضايا التي نحتاج مجلس شيوخ ينظر إليها بعين الخبرة مثل قضايا الرقمنة والذكاء الاصطناعي ونرى أن هناك وعي لدى الأحزاب السياسية التي بدأت بالفعل في إنشاء أمانات لها علاقه بالذكاء الاصطناعي والرقمنة وهذا ملف يحتاج إلى عين الخبرة لوضع الحلول ووضع الرؤى التي تخدم الاقتصاد المصري.
وأكد الكاتب الصحفي أن مجلس الشيوخ الحالي تغلب عليه الطبيعة الحزبية ووفقا لما أعلنته الهيئة الوطنية للانتخابات كان هناك 424 مرشحا في انتخابات مجلس الشيوخ من بينهم 241 مرشحا حزبيا و183 مرشحا مستقلا، وتم حسم حوالي 95 مقعدا بالنظام الفردي في الجولة الأولى لانتخابات مجلس الشيوخ، حيث كان الفائزين من أحزاب سياسيه متنوعة وهذا يعكس وعي سياسي كبير.
وتابع: أن يكون معظم الفائزين في انتخابات مجلس الشيوخ من الحزبيين له طبيعة مختلفة لأن انتخابات الشيوخ تجرى بالنظام الفردي في 27 دائرة بمعنى أن المحافظة هي دائرة انتخابية وبالتالي يصعب على المرشح الفردي أو المستقل المنافسة إذا لم يكن لديه شعبية قوية داخل المحافظة ولكن العملية داخل الأحزاب مختلفة فهناك أحزاب لديها قواعد حزبية في كافة المحافظات وبالتالي استطاعت أن تحسم هذه المقاعد.
واستكمل: سنشهد في مجلس الشيوخ الحالي أكثرية وليس أغلبية وحتى الآن حزب مستقبل الوطن هو المتصدر
بـ 102 مقعد، ويليه حزب حماه الوطن بـ 23 فائزا بالنظام الفردي و19 مرشحا ضمن القائمة الوطنية ثم يليهم حزب الجبهة الوطنية وننتظر تعيينات الرئيس السيسي لتكتمل الصورة وتظهر التركيبة السياسية لمجلس الشيوخ.
ولفت إلى أن عدد المرشحين الحزبيين كان الأكثرية خلال انتخابات مجلس الشيوخ وكنا أمام قائمة وطنية تضم حوالي 12 حزبا سياسيا من مدارس سياسية مختلفة خاضت هذه الانتخابات وفازت بعد أن حصلت على نسبه الـ 5% من أصوات الناخبين المحددة وفقا للدستور وهناك بالتأكيد منافسة، كما ذكرت الهيئة الوطنية للانتخابات أن هناك إقبالا من المواطنين على اختيار من يمثلهم في انتخابات مجلس الشيوخ حتى اللحظات الأخيرة في جولة الإعادة، موضحًا أن انتخابات مجلس النواب لها طبيعة مختلفة وبالتأكيد سنشهد مشاركة أكبر في انتخابات مجلس النواب ومنافسة على 568 مقعدا يجري انتخابهم 284 بنظام القائمة 284 بالنظام الفردي وعدد الدوائر أكبر حوالي أكثر من 140 دائرة على مستوى الجمهورية والمحافظات تقسم إلى دوائر بالتالي هناك منافسة خلال انتخابات مجلس النواب، لأن المشاركة ستكون أكبر أو أضعاف انتخابات مجلس الشيوخ.
وبيّن أن انتخابات مجلس النواب الماضية كانت نسبة المشاركة 28% في حين انتخابات مجلس الشيوخ كانت نسبة المشاركة حوالي 14%، لافتا إلى المنافسة تكون بين المستقلين والحزبيين، وتكون صعبة في مجلس الشيوخ بالنسبة للمستقلين نظرا لاتساع الدائرة الانتخابية على عكس انتخابات مجلس النواب التي تجرى على دوائر ضيقة وبالتالي المرشح يكون لديه فرصة للقاء المواطنين ويكون من أبناء هذه الدائرة وبالتالي سنجد مشهد مختلف في انتخابات مجلس النواب المقبلة.
وأشار إلى أنه من الممكن أن نشهد أكثر قائمة انتخابية في انتخابات مجلس النواب كما شهدنا في انتخابات مجالس النواب الماضية سواء في 2020 أو 2015، وبالتالي هذا المشهد سينعكس على الوعي السياسي للمواطن وهنا يأتي دور الأحزاب السياسية التي يجب أن تعمل بشكل مختلف حتى تصل إلى المواطن وتوصل أفكارها وبرامجها للمواطنين وتجدد الخطاب الحزبي لدى المواطن.



