بين المراكز التجارية الصينية والسيارات الكهربائية.. نفوذ بكين يتمدد في موسكو قبيل زيارة بوتين للصين
تتزايد مؤشرات النفوذ الصيني في العاصمة الروسية موسكو بشكل لافت، وذلك في وقت تستعد فيه لزيارة مرتقبة للرئيس فلاديمير بوتين إلى الصين الأسبوع المقبل، حيث من المتوقع أن تركز القمة مع نظيره الصيني شي جين بينج على تعزيز العلاقات الاقتصادية ومواجهة تراجع حجم التجارة بين البلدين في العام الجاري.
ووفقا لـ تقرير نشرته وكالة رويترز، ففي شمال شرق موسكو، يرفرف العلم الصيني فوق مركز أعمال صيني يعج بالحياة: مطاعم تقدم أطباق الهوغو الساخنة، معارض سيارات تعرض مركبات صينية حديثة، وسكان روس من مختلف الأعمار يتعلمون اللغة الصينية ويمارسون الكونغ فو في حدائق بتصميم صيني تقليدي.
يأتي هذا التمدد الثقافي والاقتصادي في سياق شراكة بلا حدود وقعها بوتين وشي في عام 2022، في أعقاب عزلة روسيا الغربية بعد هجومها على أوكرانيا، وهي الشراكة التي أتاحت لموسكو منفذًا اقتصاديًا عبر بكين، التي واصلت شراء النفط الروسي ووفرت بدائل للسلع الغربية، ما دفع حجم التجارة الثنائية إلى رقم قياسي بلغ 245 مليار دولار في عام 2024.
ورغم أن الصين تظل الشريك التجاري الأكبر لروسيا، إلا أن مصادر روسية قالت لوكالة رويترز إن بوتين يسعى خلال قمته المقبلة مع شي لعكس التراجع الأخير في حجم التبادل التجاري، الذي بدأ يظهر هذا العام.
ترسخ الحضور الصيني في روسيا
وفي دلالة رمزية على هذا التحول، شهدت مدرسة الصين أولًا للغات في موسكو زيادة غير مسبوقة في الطلب على تعلم الصينية من قبل الأطفال والبالغين، بحسب مديرة المدرسة ناتاليا وانج، التي وصفت ما حدث بأنه كان أشبه بضغطة زر.
وفي صالات عرض السيارات، تواصل العلامات التجارية الصينية شق طريقها إلى السوق الروسية، رغم أن بعض المستهلكين لا يزالون يفضلون السيارات الألمانية واليابانية.
وبين التحفظات الاقتصادية والاعتبارات السياسية، يترسخ الحضور الصيني في الحياة اليومية لموسكو، فيما تتجه الأنظار إلى القمة المرتقبة بين بوتين وشي، والتي قد تعيد تشكيل معادلات الشراكة الاقتصادية الأهم في زمن ما بعد العقوبات الغربية.




