في ذكرى وفاة نجيب محفوظ.. كيف أصبحت جائزة نوبل مصدر متاعب له؟
تحل اليوم ذكرى وفاة أديب نوبل نجيب محفوظ الذي رحل عن دنيا في وتحديدا يوم الموافق 30 أغسطس عام 2006، بعد أن ملأ الدنيا أدبا وشغل وما زال يشغل به الناس.
وحياة نجيب محفوظ برمتها سواء الأدبية أو غير الأدبية حياة حافلة بالأحداث المهمة سواء على الصعيد العام من خلال الأحدث المهمة في تاريخ الوطن أو الصعيد الشخصي.
ولعل أهم حدث في حياة نجيب محفوظ هو حصوله على جائزة نوبل وهي الجائزة التي يحلم بها أي أديب بالعالم، ومع ذلك فإن نجيب محفوظ يؤكد أن جائزة نوبل سببت له المتاعب، بسبب شعور العدائية تجاهه من قبل كثير من الكتاب.
في ذكرى وفاة نجيب محفوظ.. كيف أصبحت جائزة نوبل مصدر متاعب له؟
يقول نجيب محفوظ كتاب صفحات من مذكرات نجيب محفوظ من إعداد الكاتب رجائي النقاش: لا شك أن الجائزة كانت مصدر سعادة كبيرة بالنسبة لي، وساهمت في تحسين أحوالي المادية، واتساع حركة الترجمة الخاصة بروایاتی، بل وبالأدب العربي.. ساهمت نوبل كذلك في زيادة توزيع روایاتی في الداخل والخارج بشكل ملحوظ.
ويوضح نجيب محفوظ: في مقابل هذه المميزات كانت للجائزة أضرارها ومتاعبها، وأظن أنها متاعب خاصة بنا نحن وليس بكل الأدباء الذين حصلوا عليها، فمنذ إعلان فوزي بالجائزة لم يمر يوم إلا وهناك طلب لإجراء حوار صحفي أو إذاعي أو تلفزيوني من مصر أو من دول العالم، موضحا أن هذا يتعارض مع طبيعته كشخص انطوائي.
ويتابع محفوظ: ومن المتاعب التي سببتها لي جائزة نوبل، تلك المشاعر العدائية التي ظهرت عند بعض الأدباء، واستطعت أن أعالجها وأمتصها بشكل عقلاني، وساعدني في التغلب على هذه المشاعر العدائية فرحة البسطاء التي كنت أصادفها في كل مكان أذهب إليه، أو من خلال رسائل البريد، ففي خلال الشهور الأولى للحصول على الجائزة تلقيت كمًّا هائلًا من الرسائل من كل الدول العربية ومن الدول الأوروبية أيضا، خاصة إنجلترا وفرنسا وألمانيا وفنلندا والسويد، بعضها كان مجرد تحية وإعجاب، والبعض الآخر تضمن آراء وتعليقات كنت أضطر للرد على أصحابها.
ويختتم محفوظ: وبشكل عام فإن الأثر الإيجابي للجائزة كان أكبر بكثير من متاعبها، ويكفي أنها ساهمت في تغيير نظرة الشعوب الغربية إلينا نحن العرب، تلك النظرة التي كانت سائدة في أفلامهم السينمائية وبعض صحفهم غير المحايدة، والتي تصور العرب على أنهم شعوب بدوية.



