«مدام عفاف» من مكتب الدور الرابع لـ«مصر الرقمية».. والمواطن الضحية
دائما ما يوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتحول الرقمي للتسهيل على المواطنين في جميع المجالات للقضاء على البيروقراطية التي كانت تعطل الكثير من مصالح البلاد والعباد، خصوصًا أننا أصبحنا نعيش في عصر الذكاء الاصطناعي والتحول نحو الرقمنة.
استبشر الجميع خيرًا بتحول معظم الخدمات الحكومية إلى رقمية، فتمنى الجميع الرحمة من الوقوف في الطوابير والذهاب إلى المصالح الحكومية بالأيام ليحصل على ختم «مدام عفاف» كما كان يمزح المواطنون في كناية واضحة عن صعوبة تخليص الإجراءات التي ربما كانت لا تستغرق ساعة، وبسبب البيروقراطية كانت تستغرق أياما بل شهورا.
لكن في خضم توجيهات الرئيس بالتحول الرقمي واتجاه الدولة إلى الرقمنة ودخول عصر الذكاء الاصطناعي بكل قوة، يعاني المواطنون أيضًا من إنهاء بعض الخدمات على بوابة «مصر الرقمية» التابعة لوزارة الاتصالات، مع عدم حل أي مشكلة تواجههم.
ومثال على ذلك ما يعانيه المتقدمون في الإعلان التكميلي لسكن كل المصريين 7 الذي تطرحه وزارة الإسكان ممثلة في صندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري، إذ إن هناك شكاوى كثيرة جدا من مواطنين تفيد بأنهم لا يستطيعون استكمال التقديم بسبب مشاكل تقنية تظهر مثل ظهور رسالة “لديك طلب مقدم بالفعل” وغيرها من الرسائل التي تظهر ويعرفها مسؤولو البوابة واشتكى منها المواطنون مُرّ الشكوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات الشكاوى المختلفة كمجلس الوزراء وصندوق الإسكان ووزارة الاتصالات، لكن في النهاية لا مجيب.
المواطنون يشتكون حتى من الاتصال بخدمة العملاء في مصر الرقمية، إذ يعلن المسؤولون أنها تعمل على مدار 24 ساعة لكن دون جدوى، يجلس المواطن على الانتظار بالساعة ثم يتم فصل المكالمة، وإذا تحدث إلى موظف يتم الرد عليه على غرار “فوت علينا بكره يا سيد" دون جدوى، وعلى جروبات الإسكان عبر فيسبوك يشتكي مواطنون من شكاوى معلقة بالـ 15 يوما مع أن الإعلان يفتح لمدة شهر فقط.
السؤال هنا: نحن نتحول لمجتمع رقمي أم نحول مكتب «مدام عفاف» إلى الرقمنة، إذا كنا نتحدث عن مجتمع رقمي، فعلينا تغيير الفكر والجوهر لا الشكل والمنظر، ما يحدث الآن في ملف التحول الرقمي وتعطيل مصالح الناس هو ابتعاد عن تنفيذ توجيهات الرئيس في هذا الصدد.


