الأحد 07 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

الغلابة.. القلب النابض لمصر

السبت 30/أغسطس/2025 - 06:22 م

في مصر تلك الأرض التي عاشت آلاف السنين يظل هناك نبض خفي يحركها… نبض لا يُسمع بالأذن بل يُشعر به في الروح، إنه نبض الغلابة.
هؤلاء الذين لا يملكون من الدنيا إلا قوت يومهم ورضا قلوبهم، ورغم ذلك، ينهضون كل صباح ليواجهوا الحياة بصلابة لا يملكها الأغنياء ولا أصحاب النفوذ.

الغلابة.. القلب النابض لمصر

العامل الذي يخرج من بيته قبل الفجر، يسعى خلف لقمة عيش نظيفة يحفظ بها كرامته…
الأم البسيطة التي تدبّر البيت من القليل، فتجعل من الجبنه بركة تسد جوع أولادها وتزرع في قلوبهم الأمل…الطفل الذي يبيع المناديل أو الحلوى في إشارات المرور، بابتسامة أكبر من سنه…هؤلاء ليسوا مجرد قصص عابرة، بل هم حكاية مصر الحقيقية.

الغلابة لا يملكون من وسائل القوة شيئًا، لكنهم يملكون ما هو أثمن: صبر … إيمان … ورضا بالقليل. تراهم يضحكون رغم المعاناة … يواسون بعضهم رغم قلة الحيلة … يدعون لمصر في كل صلاة وفي كل سجدة… وكأن الله أبقى هذه البلد واقفة بدعواتهم الصادقة.

وحين تتحدث عن التنمية والجمهورية الجديدة …فالأصل أن يكون الغلابة في القلب … لأنهم أساس الوطن وركيزته من غيرهم لا يزرع الفلاح أرضًا … ولا يدير العامل مصنعًا … ولا تنهض البيوت التي شيّدها عرق الكادحين.
التاريخ نفسه يشهد أن مصر ما قامت إلا بسواعد البسطاء:من الفلاح الذي غرس الحبّة فأنبتت قمحًا … إلى الجندي الذي دافع عن الأرض بدمه إلى المرأة المصرية التي ضحّت لتبني أسرة رغم كل الظروف.

إن الغلابة ليسوا مجرد شريحة اجتماعية … بل هم أصل الحكاية… هم الملح الذي يعطي طعمًا للحياة والظل الذي يحمي من قسوة الأيام والنور الذي يبقى مشتعلًا في عيون الوطن مهما اشتدت العتمة.
فلننظر إليهم بعين العدل والرحمة…لنمنحهم حقهم من تعليم يفتح الأبواب أمام أبنائهم … وصحة تحفظ أجسادهم … وفرص عمل تصون كرامتهم.
فإن أردنا أن تبقى مصر قوية … آمنة … واقفة … فلا سبيل إلا أن نضع الغلابة في القلب … حيث ينتمون.

رسالتي إلى الحكومة وصنّاع القرار:
إذا أردتم بناء وطن حقيقي … فانظروا أولًا إلى هؤلاء البسطاء…خفّفوا عنهم أعباء الغلاء … وفروا لهم شبكة حماية اجتماعية تحميهم من قسوة الظروف …اجعلوا أبواب المصالح الحكومية ميسرة أمامهم … لا متاهة من الروتين.

ضعوا نصب أعينكم أن كل قرار اقتصادي لا يُقاس فقط بالأرقام في التقارير … بل بمدى تأثيره على طبق الأرز في بيت فقير … وعلى كراسة في يد طفل … وعلى دواء في صيدلية لمريض بسيط.
إن الغلابة لا يطلبون المستحيل… فقط حياة كريمة تحفظ كرامتهم … وأملًا لأبنائهم … وعدلًا في توزيع الخير. وحينها ستجدون أن دعواتهم هي الحصن الحقيقي لهذا الوطن.
الغلابة… هم نبض مصر … وصوتها الصادق … وروحها التي لا تموت.

تابع مواقعنا