الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

غموض البرنامج النووي الإيراني

الإثنين 01/سبتمبر/2025 - 03:58 م

أكثر من شهرين مرّا على الحرب الإسرائيلية - الأمريكية على إيران، وقصف مفاعلاتها النووية الرئيسية، ولا يزال برنامجها لتخصيب اليورانيوم الهاجس الأول للغرب.

ومؤخرًا، لوّحت الترويكا الأوروبية، الممثلة في فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بتفعيل آلية العقوبات المفروضة على طهران مجددًا لإرغامها على القبول بعودة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمراقبة مفاعلاتها، ومنحتها مهلة شهر قبل تنفيذ هذا التهديد.

لكن إيران، وبنفس الندية التي خاضت بها جميع المواجهات السابقة، فرضت هي الأخرى شروطها، وكأن حربًا لم تندلع، وكأن ما حدث مجرد تمثيلية محبوكة الفصول!

في الرابع والعشرين من يونيو الماضي، أعلنت إيران والولايات المتحدة وإسرائيل انتهاء الحرب، واحتفل كل طرف بانتصاره على الآخر، في مشهد أقرب إلى الكوميديا منه إلى مآسي الحروب وويلاتها.

ومنذ ذلك الحين، لا أحد يعرف على وجه اليقين حجم الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني، وما إذا كان القصف الأمريكي قد أصاب قلبه بالفعل أم لا.

تلال من المعلومات والتصريحات المتضاربة خلفتها هذه الحرب القصيرة، أدخلت معها البرنامج النووي الإيراني في مرحلة من الغموض، واكبتها حالة من عدم اليقين، غذّتها مواقف أطراف الصراع، التي جاءت متباينة في معظمها.

أين الحقيقة؟

هل أصبح البرنامج النووي الإيراني أثرًا بعد عين، وتم تدميره كليًا كما زعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقتها؟ لا إجابة شافية حتى الآن على هذا السؤال المحيّر، إذ لم يكد ترامب يُنهي تصريحه بطريقته الهوليوودية المعتادة، حتى تلقى صفعة من تقرير استخباراتي شكك في كلامه وأثار جنونه.

الوضع لم يكن أفضل حالًا في الرواية الإيرانية. ففي حين أعلن وزير خارجيتها عباس عراقجي أن الضربات الأمريكية خلفت أضرارًا واسعة في منشآت بلاده النووية، تحدثت بعض التقارير عن اعتراض واشنطن لاتصالات إيرانية تقلل من حجم هذا الضرر، ما زاد المشهد غموضًا.

وبغض النظر عن حجم الأضرار، يظل السؤال المطروح:


هل لا تزال طهران تمتلك القاعدة العلمية والإمكانات المادية لاستعادة برنامجها النووي؟
رغم العقوبات الدولية المستمرة واغتيال عدد كبير من علمائها النوويين، فإن الإجابة، بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، هي: نعم.


تؤكد الوكالة أن إيران قادرة على النهوض مجددًا خلال شهور قليلة، لا سنوات كما تدّعي واشنطن، ما يجعل مخاوف الغرب في محلها.

ويزيد من حالة الغموض عدم وجود تأكيد رسمي بشأن مصير نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب.
واشنطن تقول إنها دمرتها، وطهران تؤكد احتفاظها بها في مكان آمن. ورغم ذلك، لم يقدم أي طرف دليلًا قاطعًا يُثبت صحة روايته.

ومع أن نسبة التخصيب المُعلنة لا تتجاوز 60%—وهي أقل من النسبة المطلوبة لصنع قنبلة نووية (90%)—فإن رافائيل غروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يؤكد أن هذه الكمية تكفي لصناعة تسع قنابل نووية إذا تمكنت إيران من رفع نسب التخصيب، وهو ما يعني أن الخطر لا يزال قائمًا وبقوة.

كيف يمكن الخروج من هذه الحالة من عدم اليقين؟

الأرجح أن الجميع سيظل يدور في هذه الدائرة الجهنمية لفترة غير منظورة.


فإيران ترفض التخلي عن برنامجها النووي، والولايات المتحدة استنزفت ورقة الحل العسكري التي لطالما لوّحت بها، حتى وإن استخدمتها مجددًا كورقة ضغط إعلامية.


أما العودة إلى طاولة المفاوضات، فتصطدم بشروط إيرانية مشددة، وقد أثبتت طهران حتى الآن أنها خصم صعب وعنيد يصعب ترويضه.

تابع مواقعنا