هل تسعى النمسا للانضمام لحلف الناتو وما موقف روسيا؟
نفى المستشار النمساوي كريستيان شتوكر، وجود أي نية لانضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، مؤكدًا أن الوضع الحيادي للنمسا لا شك فيه.
وقال شتوكر، في مقابلة مع قناة أو آر إف لايف التلفزيونية النمساوية: نحن دولة محايدة، الحياد أمرٌ لا شك فيه، لذلك، فإن موضوع الانضمام إلى حلف الناتو ليس مطروحًا لنا إطلاقًا.
في ذات السياق، أكدت وزارة الخارجية النمساوية عدم وجود أي خطط للانضمام إلى عضوية حلف الناتو أو التخلي عن سياسة الحياد، مشددة على دعمها لسلام شامل وعادل في أوكرانيا، واستعدادها لاستضافة محادثات بين موسكو وكييف.
من جهتها قالت وزيرة الدفاع النمساوية كلوديا تانر إن مسألة الانضمام إلى الناتو غير مطروحة للنقاش، مشيرة إلى التزام النمسا بالدفاع عن سيادتها وعدم السماح بأي ابتزاز أو تهديد خارجي.
موقف روسيا من مسألة انضمام النمسا للناتو
حذر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف النمسا من الانضمام إلى الناتو وتخليها عن الحياد، مذكّرا بأن روسيا كانت بين مؤسسي الدولة النمساوية المعاصرة.
وكتب مدفيديف في مقال له على موقع قناة RT: النمسا ستفقد موقعها الفريد كوسيط وكمنصة لاستضافة المنظمات والهياكل الدولية الكبرى بعد انضمامها إلى الناتو.
وأضاف: حان الوقت لطرح مسألة نقل مقرات المنظمات الدولية الحكومية من فيينا إلى دول الجنوب والشرق العالمي حيث يمكن توفير الظروف المناسبة للعمل.
وأكد مدفيديف أن الإجراءات المضادة ستطبق على النمسا، إذا لزم الأمر، كما حصل مع فنلندا والسويد اللتين انضمّتا إلى الناتو، مشسرا إلى أن فيينا تضم مقرات لما يقارب الـ20 منظمة حكومية دولية، إلا أنها تفقد مكانتها الفريدة في حال الانضمام إلى الناتو.
وتابع نائب رئيس مجلس الأمن الروسي: في فيينا بدأوا يتحدثون عن أن الإجماع السلمي المتزعزع والتهديد الروسي يمنحان، كما يُقال، فرصة تاريخية للتخلص من قيود الماضي المتمثلة في الحياد، لكن مبدأ الحياد هو أساس الكيان النمساوي نفسه، الذي تمت استعادته بإرادة الحلفاء بعد الحرب العالمية الثانية وهو مُكرس في الوثائق الرئيسية لعام 1955، ودول العالم القديم تعاني من الثمالة عسكريا وكأنها فراشات مسحورة تتهافت على نور تحالف الناتو المدمر.


