3 عمليات ناجحة.. ابتكار طبي مصري يحقق طفرة في علاج أمراض المريء النادرة لأول مرة عالميًا
حقق الدكتور أحمد مدكور، أستاذ مساعد واستشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد بكلية طب جامعة حلوان، ابتكارًا طبيًا مصريًا في تطوير مناظير الجهاز الهضمي، واستحداث طرق تشخيصية وعلاجية جديدة سجلها باسمه ونشرها في جورنال الجمعية الأوروبية للمناظير في مجال مناظير الفراغ الثالث وعلاج مرضى الأكاليزيا.
وقال الدكتور أحمد مدكور، إنه استطاع ابتكار تقنية جديدة تساعد في علاج حالات نادرة ومعقدة من مرض أكالازيا الذي يصيب المريء ويسبب صعوبة في عملية البلع، مشيرًا إلى أن الابتكار هو تطوير لتقنية POEM وهي شق عضلة المريء بالمنظار، حيث أن تقنية POEM تعود للطبيب الياباني الشهير “إنوي” والتي ابتكرها عام 2010، والتي لم تتمكن من علاج جميع الحالات بل إن هناك حالات معقد كانت تفشل تقنية POEM في علاجها، وجاءت تطوير تقنية جديدة عن طريق الدكتور مدكور تتيح الوصول للعضلة وعلاجها بكفاءة أعلى حتى في أصعب الظروف.
ابتكار طبي مصري يحقق طفرة في علاج أمراض المريء النادرة لأول مرة عالميًا
أوضح مدكور في تصريحات لـ«القاهرة 24» أن تقنية POEM، وهي شق عضلة المريء بالمنظار، تعالج مرضًا نادرًا اسمه أكاليزيا، قائلًا: “مرض سخيف جدًا في أعراضه والمرضى المصابون به يعانون معاناة حقيقية”.
تابع: تقنية POEM تقوم على فكرة فصل طبقات المريء وعمل نفق داخل جدار المريء بين الغشاء المخاطي والعضلات بالمنظار، ثم شق العضلة المتشنجة المسببة للمرض.
وقال الدكتور أحمد مدكور: العملية التي تُجرى بتقنية POEM تصل نسبة نجاحها لـ 99%، لكن هناك 1% من الحالات تفشل بسبب وجود تليفات شديدة في جدار المريء، مضيفًا: "وقتها يحتاجون استئصال المريء، ولكن بفضل الله قمت بتطوير التقنية لعمل النفق هذا بين العضلات، ما يحقق نجاحًا في الحالات الصعبة."

أضاف الدكتور أحمد مدكور أن الابتكار الجديد أثبت نجاحه في 3 عمليات جراحية تم إجراؤها، حيث تم إرسال تقريرين منها للنشر في الجمعية الأوروبية للأمراض الهضمية، قائلًا: "وقبول الأبحاث كان بعد 3 أيام من إرساله، وهذه من الأمور الصعبة جدًا في الأوساط العلمية، حيث يُعتبر قبول الأبحاث في وقت قياسي إنجازًا كبيرًا."
أكد مدكور أن الإجراء نجح في الحالتين دون مضاعفات كبيرة، مما يُظهر إمكانية اعتماد هذه التقنية كخيار بديل آمن وفعّال في الحالات المعقدة، متابعًا: "وقد تم توثيق التقنية ضمن قسم الفيديوهات الإلكترونية في مجلة Endoscopy، حيث يمكن للأطباء مشاهدة تفاصيل الخطوات بشكل مرئي عبر الفيديو المرفق."
واصل مدكور أن العملية أُجريت لـ3 حالات حقيقية عالجها في جامعة حلوان وهيئة الرعاية الصحية، مضيفًا: "التقنية الجديدة تفتح المجال أمام المتخصصين في أمراض الجهاز الهضمي والتنظير الداخلي لتبني هذه التقنية، خاصة في المراكز التي تستقبل حالات متقدمة من مرض تعذر الارتخاء المريئي."

تفاصيل التقنية الجديدة
ويوضح البحث العملي المنشور، أن التقنية الجديدة تم تطبيقها على حالتين من مرضى تعذر الارتخاء المريئي المزمن، كان كلاهما يعاني من صعوبة بلع حادة وتليف واضح حال دون إنشاء نفق تحت المخاطية بالطريقة المعتادة. وقد تميزت الحالتان بدرجات متقدمة من المرض بحسب مقياس إيكاردت (9 و12 على التوالي).
ويذكر البحث أنه: عند فشل محاولات رفع الغشاء المخاطي عبر الحقن، قام الفريق الطبي ببدء التشريح مباشرة في الطبقة العضلية عند نقطة شق الغشاء المخاطي.
ويشير البحث: وتم استخدام غطاء منظار خاص ضيق لتسهيل التشريح والدخول، أُنجز نفق عضلي بطول 4 سم، مما مكن من التقدم والوصول لاحقًا إلى الطبقة تحت المخاطية واستكمال بضع العضلة بأمان، مع تجاوز منطقة التليف.








