بعد نفي الصحة إصابة عبير الأباصيري بجلطة بالمخ | استشاريون: الأشعة المقطعية لا تكشف الجلطات المبكرة.. والرنين الأدق
نفت وزارة الصحة والسكان، في بيانها الصادر اليوم، إصابة الإعلامية الراحلة عبير الأباصيري بجلطة دماغية، استنادًا إلى نتيجة الأشعة المقطعية التي أجراها الفريق الطبي بقسم الطوارئ في مستشفى الهرم التخصصي، موضحة أنها كانت تعاني من اضطراب في الوعي، نقص في نسبة الأكسجين، وهبوط حاد في الدورة الدموية، وتم التعامل معها بوضعها على جهاز الأكسجين ثم جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي (CPAP)، قبل نقلها إلى جهاز تنفس صناعي وإعطائها أدوية داعمة للدورة الدموية مع استمرار تدهور حالتها.
استخدام جهاز CPAP في حالة هبوط الدورة الدموية قد يكون إجراء غير صائب
وفي هذا السياق، قال الدكتور محمد فوزي، استشاري المخ والأعصاب، إن البيان الرسمي لم يحدد سبب هبوط الدورة الدموية بشكل واضح، سواء كان ناتجًا عن جلطة رئوية أو ذبحة صدرية أو جلطة دماغية، مشيرًا إلى أن الأشعة المقطعية خلال أول 24 ساعة لا تكشف غالبًا عن الجلطات الدماغية، لكنها فعالة في استبعاد النزيف، لذا يعتبر الرنين المغناطيسي المتخصص الوسيلة الأدق في إظهار الجلطات المبكرة، وهو ما لم يُجرَ في الحالة.
وأضاف الدكتور محمد فوزي، لـ القاهرة 24، أن استخدام جهاز ضغط مجرى الهواء الإيجابي (CPAP) في حالة هبوط حاد بالدورة الدموية قد يكون إجراء غير صائب، موضحًا أن الجهاز يرفع الضغط داخل الصدر ويؤثر على عودة الدم إلى القلب، ما قد يزيد من هبوط الضغط إذا لم يكن مدعومًا مسبقًا بالأدوية أو السوائل المحسنة للدورة الدموية.
الجلطة في جذع المخ لا تظهر في المقطعية خلال 24 ساعة الأولى
وأكد أن البروتوكول السليم يقتضي تأمين الدورة الدموية أولًا، ثم استخدام الجهاز لاحقًا، مشيرًا أن البيان لم يوضح مستوى وعي المريضة عند الوصول باستخدام مقياس Glasgow Coma Scale، وهو عنصر أساسي لتقييم الحالة، فضلًا عن أن غياب التوقيتات الدقيقة للإجراءات يصعّب قياس سرعة الاستجابة الطبية.
وأشار فوزي إلى أن الجلطة في جذع المخ، أحد أخطر أنواع السكتات الدماغية، نظرًا لارتباطها بالوظائف الحيوية مثل التنفس ونبض القلب والوعي، وهذا النوع من الجلطات لا يظهر في الأشعة المقطعية خلال أول 24 ساعة، مما يجعل التشخيص المبكر عبر الرنين المغناطيسي أمرًا حاسمًا لإنقاذ حياة المريض.
الهدف الأساسي من الأشعة المقطعية هو استبعاد وجود نزيف بالمخ
من جانبه، قال الدكتور أحمد صلاح، استشاري المخ والأعصاب، إن الهدف الأساسي من الأشعة المقطعية في حالات الاشتباه بالجلطة هو استبعاد وجود نزيف بالمخ، بينما الفحص الإكلينيكي العصبي يظل الأساس في تحديد وجود الجلطة حتى إذا بدت الأشعة طبيعية، مشيرًا إلى أن الجلطة في ساعاتها الأولى لا تكون واضحة في المقطعية، لكنها قد تُكشف بدقة عبر الرنين المغناطيسي بالإرواء بشكل أدق.
وشدد الدكتور أحمد صلاح، لـ القاهرة 24، على أن هذه القواعد التشخيصية ضرورية لتفادي الخلط بين النزيف والجلطة الدماغية، نظرًا لاختلاف أساليب العلاج جذريًا بينهما، مؤكدًا على أهمية التوجه الفوري إلى المستشفى عند ظهور أعراض السكتة الدماغية لضمان التشخيص المبكر والتدخل العلاجي الفعال.
