وصف الصحفيين بالحيوانات.. دعوى قضائية في أمريكا ضد توم باراك مبعوث ترامب
قدم رجل أعمال أمريكي دعوى قضائية في الولايات المتحدة الأمريكية، ضد المبعوث الأمريكي الخاص إلى لبنان توماس باراك، بعدما أثار موجة غضب واسعة إثر وصفه الصحفيين في بيروت بأنهم يتصرفون مثل الحيوانات.
مبعوث ترامب يصف الصحفيين بالحيوانات
رجل الأعمال الأمريكي اللبناني من ولاية ميشيجان تقدم بالدعوى، مؤكدًا أن تصريحات باراك لم تقتصر على كونها إساءة لفظية، بل حملت دلالات استعمارية تقوض مصداقية واشنطن كوسيط في ملف حزب الله.
وكان باراك قد بدا منزعجًا خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي في بيروت، المخصص للترويج للمسعى الأمريكي لنزع سلاح حزب الله، فدعا الحضور إلى التزام الهدوء محذرًا من أن الفوضى ستتحول إلى سلوك حيواني.
وأضاف أن هذه هي مشكلة المنطقة، انعدام الصبر والتصرفات غير المتحضرة، هذه التصريحات فجرت ردود فعل غاضبة في لبنان، إذ عبر الرئيس عن أسفه، فيما لوّح اتحاد الصحفيين بمقاطعة المبعوث، في حين وصفت وسائل إعلام مقربة من حزب الله باراك على صفحاتها الأولى بالمتغطرس.
صاحب الدعوى، الدكتور بنجامين بالوت رئيس شركة Diplomatic Trade، أوضح أن أقوال باراك منحت حزب الله ذخيرة جديدة لتصوير الولايات المتحدة كذراع إسرائيلية، معتبرًا أن كرامة لبنان ليست محل مساومة، وأن ما حدث يشكل مساسًا خطيرًا بحرية الصحافة والكرامة الوطنية، وأكد أن مهمة الدبلوماسيين هي بناء الجسور لا إحراقها، وأن هذا الخطاب يذكّر بإرث التعالي الاستعماري.
وكان قد اضطر باراك إلى تقليص زيارته لجنوب لبنان بعدما تظاهر العديد من اللبنانيين ضده، وكتبوا على الطرقات شعارات تصفه بالحيوان، فيما حاول آخرون رشق موكبه بالطماطم، في النهاية غادر المبعوث المنطقة على متن مروحية بعد جلسة تقييم أمني لم تتجاوز ساعتين.
الدعوى القضائية استندت إلى اتفاقية فيينا التي تلزم الدبلوماسيين باحترام الدولة المضيفة، وإلى قانون الخدمة الخارجية الأمريكي الذي يفرض معايير عالية من النزاهة والسلوك، إضافة إلى مبادئ دستورية تتعلق بحرية الصحافة والمساواة.
وبالتوازي مع الإجراءات القانونية في ميشيجان، توجه بالوت بشكوى إلى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بجنيف، وإلى مكتب المفتش العام في وزارة الخارجية الأمريكية، فضلًا عن لجان الرقابة في الكونجرس.
تأتي هذه الأزمة فيما يتولى باراك دورًا محوريًا في محاولة التوصل إلى تسوية تاريخية تقضي بتفكيك ترسانة حزب الله مقابل انسحابات إسرائيلية محدودة من الجنوب اللبناني.
وشدد في ختام بيانه على أن الدعوى لا تستهدف تعويضًا ماليًا، بل تطالب باعتذار علني، وبإقرار بأن صوت اللبنانيين يجب أن يُحترم، وبالتأكيد أن لا مكان لخطاب استعماري في القرن الحادي والعشرين، وأكد أن السلام الحقيقي لا يُبنى بين الساسة وحدهم، بل يبدأ باحترام الشعوب وكرامتها.


