حادث قطار لشبونة الجبلي يكشف عن عيوب فنية في سحر المدينة القديم
كشفت حادثة خروج عربة تلفريك تاريخية عن مسارها في العاصمة البرتغالية لشبونة، والتي أسفرت عن مقتل 16 شخصًا على الأقل، عن واقع خطير خلف صورة السحر القديم الذي يجذب ملايين السياح سنويًا، وسط اعتماد المدينة على بنية تحتية قديمة ومتهالكة، وفقا لما أفادت به وكالة رويترز.
ووقعت الحادثة أمس الأول عندما انحرفت إحدى عربات التلفريك عن مسارها عند منعطف حاد واصطدمت بمبنى قريب، بعد أن انقطع كابل الجرّ الذي يربط بين العربتين على الخط الجبلي المائل "غلوريا"، وأسفر الاصطدام عن حطام هائل وجثث عالقة داخل العربة، التي كانت في طريقها صعودًا على منحدر يبلغ ارتفاعه 265 مترًا.
وقال خورخي سيلفا، نائب رئيس جمعية خبراء الحماية المدنية البرتغالية، إن تصميم العربة الذي يعود إلى عام 1914 والمصنوع من الخشب والمعدن لم يُحدَّث لمواجهة الصدمات أو الكوارث، معتبرًا أن استخدام مواد حديثة مثل ألياف الكربون كان يمكن أن يقلل من عنف الحادث.
عربات الترام في لشبونة تعود إلى منتصف القرن الماضي
وأشار سيلفا إلى أن العديد من عربات الترام في لشبونة تعود إلى منتصف القرن الماضي وتستخدم نفس الهياكل القديمة، داعيًا إلى ضرورة تجديد هذه العربات بمواد أكثر أمانًا مع الحفاظ على طابعها التاريخي.
وأضاف أن الزيادة الكبيرة في عدد الركاب على خط "غلوريا" خلال العقد الماضي، والتي وصلت إلى أكثر من ثلاثة ملايين سنويًا، وضعت ضغطًا كبيرًا على نظام تم تصميمه قبل أكثر من قرن، كما أشار مانويل ليال، زعيم نقابة "فيكترانس"، إلى شكاوى العمال المتكررة من مشاكل في شد الكابل وصعوبة الكبح.
من جانبها، أعلنت شركة النقل البلدية "كاريس" التزامها بجميع بروتوكولات الصيانة، لكن سيلفا أكد على الحاجة إلى عمليات تفتيش أكثر دقة وتكرارًا، خاصة مع الاستخدام المكثف.


