الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

هل قوانين الملكية الفكرية كافية في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي؟

السبت 06/سبتمبر/2025 - 12:32 م

شهد العالم خلال السنوات الأخيرة الماضية طفرة في تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، فأصبحنا في عصر لم يعد الإبداع فيه حِكرا على الإنسان وإنما تتشارك فيه الآلة أيضا، حيث أصبح بإمكان الآلة إنتاج لوحات فنية، ومقطوعات موسيقية، ونصوص أدبية وروائية، وتأليف كتب وقصص، وغيرها من كل أشكال الإبداع الأخرى، وهذا التطور الهائل أثار عدة تساؤلات أخلاقية وقانونية مهمة.

كيف تُحدد الملكية الفكرية في عصر أصبحت فيه الآلة تحل محل الدماغ البشري؟

تعرّف الملكية الفكرية على أنها إبداعات العقل بكل ما يحمله من مصنفات أدبية واختراعات، وتصاميم، وإعلانات، وعلامات تجارية.. وغيرها.

والملكية الفكرية محمية بمجموعة من القوانين التي تضمن حقوق المؤلف، ولكن يأتي قصور تلك القوانين في أنها تفترض أن المؤلف شخص طبيعي، أي إنسان، ففي ظل الثورة الكبيرة للذكاء الاصطناعي، لم تعد تلك القوانين كافية، فهي تضع الذكاء الاصطناعي خارج إطار الحماية القانونية، وهذا التضارب الكبير يخلق فراغا قانونيا يحتاج إلى المعالجة، وتصنيف حقوق كل من الإنسان والآلة حتى لا تتداخل.

مثال على تداخل إبداعات البشر مع إبداع الآلة

إن الذكاء الاصطناعي وصل إلى كل حياة الإنسان، فأصبح الجميع لا يستغني عنه، ووصل حتى إلى الأدب وكتابة الروايات والقصص بما تحمله من عواطف وخيالات.

ومثال على ذلك أنه سبق وأقرت الأديبة اليابانية "ري كودان" الحائزة على أرقى جائزة أدبية في اليابان عن روايتها "برج الرحمة في طوكيو"، أن برنامج الذكاء الاصطناعي "شات جي بي تي" تولى عنها كتابة نحو 5% من روايتها، والتي رأت لجنة التحكيم أن الرواية "تبلغ درجة من الكمال يصعب معها العثور على أي خلل فيها".

وبعدما أقرت الكاتبة اليابانية بمساعدة الذكاء الاصطناعي لها في كتابة روايتها، انقسمت الآراء إلى قسمين؛ قسم يرى أن ما فعلته الكاتبة ينافي الأخلاقيات، وقسم آخر أشاد ببراعة الروائية والجهود التي بذلتها خلال محاورتها الذكاء الاصطناعي وكتابة روايتها.

القصور التشريعي في قوانين الملكية الفكرية

يعكس هذا المثال القصور التشريعي في القوانين، فحقوق الملكية الفكرية التقليدية لم تعد كافية في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي.. ونحن في حاجة ملحّة لتحديث التشريعات الحالية، بما يحمي حقوق المبدعين، سواء أكانوا بشرا أو آلات.

إن قوانين الملكية الفكرية الحالية لا تواكب التطور التكنولوجي السريع في الذكاء الاصطناعي، فهناك فجوة واضحة بين الواقع التكنولوجي والنصوص القانونية، الأمر الذي يُهدد حقوق المبدعين ويضعف معه حماية حقوقهم وإبداعاتهم.

ولا بد أن نعي أن ثورة الذكاء الاصطناعي فرضت واقعا جديدا يتطلب النظر في كل جوانبه، وأبرز تلك الجوانب: مفاهيم وحقوق الملكية الفكرية.

تابع مواقعنا