سرابيط الخادم ووديان سيناء.. كنوز تاريخية وجغرافية في أرض الفيروز

سرابيط الخادم ووديان سيناء كنوز تاريخية وجغرافية على أرض الفيروز بمنطقة مدينة أبو زنيمة، إحدى مدن جنوب سيناء، وتعد سرابيط الخادم ووديان سيناء من أروع المواقع التاريخية والجغرافية في مصر، حيث تمثل رحلة مدهشة في عمق التاريخ وأعماق الطبيعة المصرية.

وقال أحمد عادل، مرشد سياحي بجنوب سيناء لـ القاهرة 24، إن سيناء ليست فقط مكانا جغرافيا مهما فقط، بل نقطة التقاء بين حضارات مصر القديمة وبين الطبيعة البكر التي لا يزال يكتنفها الغموض والجمال غير الطبيعي.

لماذا سميت سرابيط بهذا الاسم؟

وأوضح أن المعبد الموجود في هذه المنطقة يعد مكانا للعبادة وممارسات الشفاء، وكانت بها العديد من الأعمدة الفرعونية التي تعتبر من الشواهد النذرية الموجودة على طول المسار داخل المعبد نفسه، وداخل الكهوف القريبة، ويشتق اسم الموقع من هذه أيضا، حيث تترجم سرابيط الخادم إلى أعمدة العبد، في إشارة إلى الأعمدة الطويلة المنقوشة التي تشكل المعبد وتحيط به.

وأضاف أن كلمة سرابيط تطلق بين أهالي الجبال وتدل على الأعمدة الحجرية التي تشبه الطيف الواقف على القمم، وكلمة خادم فهي نفسها في المعبد، لأن هناك أعمدة في المعبد تشبه الخدم ذوي البشرة السوداء.

وكشف عقرب، عن أن معبد حتحور يقع فوق جبل سرابيط الخادم على ارتفاع 800 متر تقريبا، ويبعد عن مدينة أبو زنيمة حوالى 40 كم، ويقع المعبد في منطقة سرابيط الخادم التي تبعد 10 كم عن منطقة وادى مغارة، وهي منطقة جبلية بعيدة ووعرة.

وأشار إلى أن منطقة سرابيط الخادم تعتبر أحد أهم المناطق الأثرية بجنوب سيناء، وذلك لما تحويه من نقوش أثرية ترجع إلى عصر الدولة الوسطى والحديثة، واكتشف بها من العديد من النقوش المعروفة بالنقوش السينائية، والتي تعتبر أصل الأبجدية الحديثة.

وترجع أهميتها أيضا لاحتوائها على العديد من مناجم الفيروز، والتي تعتبر شاهدة على مهارة المصري القديم في التعدين واستخراج الأحجار الكريمة، ويحتوى معبد حتحور على نقوش كثيرة، وتعد توثيقا لحملات التعدين التى أتت إلى هذه المنطقة.

ويعتبر معبد سرابيط الخادم، من المعابد الفريدة في الحضارة المصرية القديمة،  ليس فقط من حيث التخطيط بل ومن حيث طبيعة الآثار والنقوش الموجودة به والخاصة بالموظفين،  وقادة حملات التعدين،  والتي دفعت الباحثين إلى إطلاق اسم معبد "الشعب" على هذا المعبد. 

ويبلغ طول المعبد حوالى 80 مترا وعرضه حوالى 40 مترا، ويمتد محوره من الشرق حيث يوجد قدس الأقداس إلى الغرب،  وينقسم بسبب الطبيعة الجغرافية الى فنانين متجاورين،  الأول خاص بالدولة الحديثة والثاني خاص بالدولة الوسطى.