كارثة تهدد 7000 مركب.. صيادو الإسكندرية يستغيثون بعد إزالة ورش صيانة ميناء قايتباي: ستكون مقبرة للمراكب
بينما يُعد ميناء قلعة قايتباي أحد أهم الموانئ التاريخية في البحر المتوسط، ومتنفسًا لعشرات الآلاف من الصيادين بالإسكندرية، يجد الصيادون وأصحاب المراكب أنفسهم أمام أزمة غير مسبوقة تهدد مصدر رزقهم ومستقبل الميناء ذاته.
منذ عقود طويلة، شكّلت ورش صيانة المراكب المعروفة بـ «الأزقات» شريان الحياة للمراكب العاملة في الميناء، حيث كانت بمثابة «المستشفى» الذي يضمن استمرار المراكب في الإبحار وصمودها أمام المخاطر البحرية، وفق وصف الصياديون، إلا أن قرارات الإزالة التي طالت الورش ضمن خطة تطوير الميناء.
في السابق كان يضم الميناء نحو 12 ورشة صيانة، قبل أن يُصدر محافظ الإسكندرية قرارًا بإزالتها مع الإبقاء على 3 ورش فقط، ولكن المفاجأة جاءت عندما قرر رئيس الحي استكمال الإزالات لتشمل الورش الثلاث أيضًا، ما أدى إلى توقف أي أعمال صيانة داخل الميناء.
هذا القرار، وفقًا للصيادين، لم يراعِ أن الميناء يُعد دوليًا ويستقبل مراكب من مختلف دول العالم، فكيف لمرفق بحجم ميناء الإسكندرية أن يُحرم من ورش إصلاح أساسية دون تقديم بدائل واضحة؟
«إزالة الورش تعني حرمان آلاف الأسر من موردها الوحيد، نحن ندفع ضرائب وإيجارات منتظمة، ونخدم ليس فقط مراكبنا بل حتى المراكب الدولية المشاركة في البطولات البحرية»، يقول أحد الصيادين الذي رفض ذكر اسمه خلال حديثه مع القاهرة 24.
صياد آخر، أوضح أن غياب الورش يدفعهم للانتقال إلى مدن بعيدة مثل رشيد، السويس، الغردقة أو البرلس، ما يزيد الكلفة بشكل يفوق طاقتهم، ولكنهم وجدوا أنفسهم بلا مكان لإصلاح مراكبهم.
«أنا عندي 6 أولاد، منهم في الكلية ومنهم في الحضانة، والمراكب مكلفة ضرائب وتأمينات سنوية تتجاوز 20 ألف جنيه.. أجيب منين بعد ما اتشالت الورش ؟!»، يتساءل صياد آخر حول مصيره بعد إزالة الورش.
غياب الورش لم يعد تهديدًا نظريًا، فبعض المراكب بالفعل غرقت نتيجة تعذر صيانتها في الوقت المناسب، ويقدّر الصيادون أن نحو 7 آلاف مركب معرضة للمصير ذاته إذا لم يتم إيجاد بديل سريع.
استغاث الصيادون بالمسؤولين وبكافة الجهات المعنية، مطالبين بوقف نزيف الخسائر وتوفير بدائل عاجلة، محذرين من أن استمرار الوضع الحالي سيحول ميناء قايتباي من أحد أعمدة الصيد في المتوسط إلى «مقبرة للمراكب»، على حد قولهم.


