الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

خبير فاسبوكي

الأحد 07/سبتمبر/2025 - 11:17 م

أصبح النقد رياضة يومية لا تحتاج إلى عضلات أو جهد، فقط تحتاج إلى هاتف متصل بالإنترنت وحساب على فيسبوك أو تويتر، من هناك تبدأ البطولة، كل ما يحدث حولك غلط وكل قرار مؤامرة، باختصار أصبحت البطولة الجديدة هي أن تكون ناقدًا بلا واقع.

هذا الشخص الذي لا يعمل في السياسة ولا الاقتصاد ولا حتى في إدارة كشك سجائر، لكنه يعرف كل شيء من خطط صندوق النقد الدولي إلى تفاصيل اتفاقيات الغاز، ومن أسعار الذهب عالميًا إلى أسباب خسارة المنتخب إلى فنون إدارة المطارات، لا تسأله من أين أتى بكل هذه المعلومات فالإجابة جاهزة يا باشا كله معروف على النت!!

وعندما يخرج خبر عن مشروع او استثمار ضخم يبتسم ابتسامة العارف ويكتب غير حقيقي، ولو ارتفع الدولار أو انخفض، فالتفسير واحد دي خطة مدبرة إنه الناقد الخبير الفاسبوكي الخارق، الذي يفسر كل شيء بنفس الجملة وإليك عزيزي القاريء وصفة النجاح كناقد محترف.


لتصبح من هذه النخبة اتبع الخطوات التالية ابحث عن أي خبر، ولا تقرأ تفاصيله العناوين، تكفي اكتب جملة سحرية واحدة، وهي الوضع كارثي وغير ضروري، أن تكون خبيرا فيما تنتقد أو تفتي، يكفي أن تجعل نفسك أذكى من الجميع، وخصوصًا ممن يعملون فعليًا.

بهذه الوصفة تضمن لقب محلل فاس بوكي استراتيجي، ومفكر عظيم على السوشيال ميديا، وطبعًا لا ننسى النوع الآخر المأجور التابع للجان إياها الذي أصبح معروفًا من أول سطر في أي تعليق على مواقع التواصل، مجرد أن يكتب حتى تشعر أنك تشم رائحته وتعرف من يقف وراءه ودوره بسيط ومعلوم في تحويل أي موضوع حتى لو عن هدف في مباراة كرة سلة، إلى ساحة سياسية لتأجيج مشاعر الناس وإشعال الجدل هذا النوع الاخر المأجور الأكثر خطورة ينفذون أجندة تُباع وتشترى.

المفارقة أن هناك واقعًا لا يراه هؤلاء، فالمشاريع مازالت تُبنى والمتاحف تستعد لافتتاحات كبرى والدور الإقليمي لمصر يتسع ويفرض نفسه وسط العواصف المشتعلة على الحدود واتفاقيات الطاقة، تُوقَّع وقد تغيّر خريطة المنطقة بأكملها كل ذلك يحدث رغم أن المؤامرات لم تعد مجرد حديث صالونات أو تكهنات بل أصبحت واقعًا نراه ونلمسه يوميًا ومع ذلك تمضي مصر في طريقها تُبحر عكس التيار والعواصف بل تواجهها بعزيمة الأسود مدفوعة بثقة شعبها وصلابة قيادتها

وسط هذه التحديات الجسيمة يبرز دور الرئيس عبد الفتاح السيسي كقائد، اعتاد أن يخاطب المصريين بطمأنينة غير مفتعلة طمأنة تُذكِّر دائمًا بقوة مصر وصلابتها بجيش قوي يحمي وسياسة خارجية تعرف كيف توازن بين الضغوط، وتفرض مكانة مصر على الساحة، وربما اعتاد بعض الناس على هذه الطمأنة إلى درجة أن البعض لا يدرك حتى حجم ما يُحاك ضد مصر، وكأن الطمأنينة التي يزرعها الرئيس في نفوس المصريين نجحت في أن تخفف من وقع المؤامرات حتى باتت تبدو أقل خطورة في عيون البعض.

المسؤولية تحتم أن يكون النقد وعيًا وبصيرة، لا مجرد ضجيج ومصر بتاريخها وعزيمة أبنائها ستبقى دائمًا أقوى من كل المؤامرات.

تابع مواقعنا