فوضي وغضب.. شلل مروري في لندن بسبب إضراب سائقي المترو
تعيش العاصمة البريطانية لندن حالة من الفوضى المرورية تزامنًا مع بدء إضراب واسع لسائقي المترو، الذين يتقاضى بعضهم رواتب تصل إلى 72 ألف جنيه إسترليني سنويًا، للمطالبة بزيادة الأجور، واعتماد أسبوع عمل من أربعة أيام 32 ساعة بدلًا من 35، إضافة إلى خصومات كبيرة على أسعار تذاكر القطارات.
إضراب سائقي المترو في لندن
الإضراب، الذي يستمر خمسة أيام بتنظيم من نقابة عمال السكك الحديدية والبحرية والنقل (RMT)، أدى إلى شلل شبه كامل في شبكة الأنفاق، فيما اكتظت الحافلات والطريق العام بالمركبات والدراجات، وسط مشاهد وُصفت بـ الفوضى العارمة، حسب صحيفة ديلي ميل.
وامتدت خطوط النقل التي استمرت بالعمل، مثل إليزابيث لاين وخط القطارات العلوية Overground، شهدت ضغطًا هائلًا وطوابير خارج محطات الخروج، أما الطرق الرئيسية، بينها محيط محطة كينجز كروس سانت بانكراس حيث انتصبت خطوط الاعتصام، فغرقت في اختناقات مرورية خانقة.
وتسبب الانقطاع أيضًا في انهيار موقع هيئة النقل في لندن (TfL) تحت ضغط البحث عن بدائل، فيما ارتفعت أسعار سيارات الأجرة واختفت الدراجات المستأجرة من الشوارع.
وأكدت النقابة أن الهدف من الإضراب ليس تعطيل حياة السكان أو ضرب الاقتصاد المحلي، بل مواجهة ظروف العمل المرهقة وتداعيات المناوبات الطويلة على الصحة، وتشير إلى أن هيئة النقل سجلت فائضًا ماليًا يتيح تلبية المطالب، لكن إدارة النقل ردت بأن تخفيض ساعات العمل غير ممكن ماليًا رغم تقديم عرض بزيادة أجور نسبتها 3.4%.
الإضراب فجّر جدلا سياسيا واسعا، إذ اتهم نواب محافظون عمدة لندن صادق خان بـ التقاعس والاختفاء خلال الأزمة، بينما عبّر اتحاد النقابات العمالية عن دعمه الكامل لحق السائقين في الإضراب، مؤكدا أن الأمر لا يقتصر على الأجور بل يرتبط بالسلامة المهنية.
الأزمة انعكست سريعا على النشاط الاقتصادي والثقافي في العاصمة، حيث أُجبرت فرق موسيقية كبرى مثل كولدبلاي وبوست مالون على تأجيل حفلاتها في ويمبلي وتوتنهام هوتسبر ستاديوم، فيما حذرت مؤسسات الأعمال من خسائر بمئات الملايين، خاصة في قطاعات السياحة والضيافة والتجزئة.
ويُتوقع أن يستمر الشلل في شبكة الأنفاق حتى صباح الجمعة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، وسط توقعات بموجة جديدة من الإضرابات تشمل سائقي الحافلات في مناطق واسعة من لندن اعتبارًا من 12 سبتمبر.
