عملاق الصناعة المصرية تعود للعمل.. النصر للمسبوكات تنتفض من رماد التعثر وتستعيد مكانتها

عادت شركة النصر للمسبوكات، إحدى قلاع الصناعة المصرية، إلى الحياة من جديد، بعد سنوات من التوقف في إطار خطة حكومية طموحة لإعادة تشغيل المصانع المتعثرة والاستفادة من أصول الدولة. فبعد مسيرة حافلة بالإنجازات منذ تأسيسها عام 1962، عانت الشركة من تحديات كبيرة أدت إلى توقفها عن العمل لما يقرب من عامين، حيث تراكمت عليها الديون، وشحّت الاستثمارات، ما أثّر على إنتاجها من مسبوكات الحديد الزهر ومواسيره التي تُعدّ حيوية لمشاريع البنية التحتية في البلاد وفق بيانات حكومية.

إحياء النصر للمسبوكات

ونجحت جهود الدولة، ممثلة في وزارة الصناعة والنقل، في إحياء هذا الصرح الصناعي، ففي نوفمبر 2024، تم الإعلان عن عودة الشركة للإنتاج بعد حل جميع المشكلات المالية والفنية، وقد تم ذلك من خلال توفير التمويل اللازم لإجراء الصيانة الشاملة لخطوط الإنتاج وشراء المواد الخام، بالإضافة إلى التوصل إلى اتفاق مع العمال الذين أظهروا تعاونًا كبيرًا وتنازلوا عن جزء من مستحقاتهم لدعم عودة عجلة الإنتاج للدوران.

ومع استئناف العمل، بدأت الشركة رحلة تعافٍ سريعة، حيث نجحت في تحقيق مبيعات بلغت 812 مليون جنيه في فترة وجيزة. وتعمل الشركة حاليا على تنفيذ خطة تطوير وتحديث لخطوط الإنتاج باستثمارات تقدر بـ 250 مليون جنيه، بهدف رفع كفاءتها والوصول إلى طاقتها الإنتاجية القصوى، والتي تبلغ 47 ألف طن سنويًا. 

فتح أسواق تصديرية جديدة

وتتطلع الشركة إلى استعادة مكانتها الرائدة في الأسواق الإقليمية والدولية من خلال فتح أسواق تصديرية جديدة، مما سيساهم في توفير العملة الصعبة ودعم الاقتصاد الوطني.

وتعتبر عودة النصر للمسبوكات مثالًا يحتذى به على قدرة الصناعة المصرية على تجاوز الأزمات، وتأكيدًا على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص، ودور الحكومة في دعم القطاعات الإنتاجية الاستراتيجية.

وفي أغسطس كشف كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، خلال لقاء تلفزيوني، أنه سيتم انتظام صرف رواتب العمال العاملين بشركة النصر للمسبوكات بعد التشغيل.