مظاهرات غاضبة تغلق شوارع فرنسا.. والشرطة تعلن اعتقال العشرات
شهدت العاصمة الفرنسية باريس وعدد من المدن الأخرى، صباح اليوم الأربعاء، موجة احتجاجات واسعة تحت شعار لنُعطّل كل شيء، حيث سعى المتظاهرون إلى إغلاق الطرق ومحاور النقل الحيوية والمواقع الرمزية، إلى جانب تنظيم مسيرات وإضرابات.
مظاهرات في فرنسا
وحسب صحيفة لوموند الفرنسية، حذّر وزير الداخلية المستقيل برونو ريتايو من أنّ السلطات لن تسمح بأي عملية إغلاق، معلنًا تعبئة نحو 80 ألف شرطي بينهم ستة آلاف في باريس وحدها.
وفي محيط منطقة هيلين بوشيه شرق العاصمة، عمد محتجون إلى إغلاق cours de Vincennes بإشعال حاويات قمامة، قبل أن يتوجهوا نحو Porte de Vincennes، لكن قوات الأمن تصدت لهم مستخدمة الغاز المسيل للدموع، وفي الشوارع الجانبية تفرّق المتظاهرون تحت ملاحقة وحدات الشرطة الراجلة والمتحركة على الدراجات النارية، لتتمكن الشرطة في النهاية من إخماد النيران وإعادة فتح الطريق.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، حاولت مجموعات من النشطاء إغلاق مداخل ومخارج الطريق الدائري عند Porte de Montreuil مستخدمين حواجز البناء المنتشرة بسبب أعمال التهيئة، لكن الشرطة تدخلت سريعًا وأبعدتهم.
ولاحقًا، تجمع نحو 500 شخص أمام مقر نقابة CGT وسط أجواء احتفالية نسبيًا على وقع الموسيقى، في وقت استمر إغلاق Rue de Paris المؤدية إلى مونتروي، ومع فشلهم في السيطرة على هذا المحور الحيوي، اتجه العديد منهم نحو Porte de Vincennes حيث كان طلاب المدارس الثانوية ينفذون احتجاجات مماثلة.
وفي روديز، جنوب البلاد، حاول عشرات المحتجين، من بينهم نقابيون وناشطون سابقون من حركة السترات الصفراء، فرض حواجز جزئية على الطرق وتوزيع منشورات مناهضة لسياسات الحكومة، غير أنّ أعدادهم المتواضعة حالت دون تحقيق شلل حقيقي في حركة المرور، فيما سادت أجواء سلمية نسبيًا مع قوات الشرطة.
أما في مرسيليا، فقد انطلق مئات المتظاهرين من Porte d’Aix في مسيرة نحو مقر شركة CMA CGM العملاقة، رافعين شعارات ضد الأرباح المفرطة للشركات الكبرى، وحاول بعضهم التقدم نحو محطة سان شارل لكنهم وُوجهوا بتدخل قوات مكافحة الشغب التي استخدمت الغاز المسيل للدموع، قبل أن يعمد المحتجون إلى تعطيل حركة ألترام وإشعال حاويات في بعض الشوارع.
وبحسب حصيلة أولية أعلنتها شرطة باريس صباح اليوم، تم توقيف 65 شخصًا في العاصمة وضواحيها، على خلفية محاولات إغلاق الطرق والتسبب في تعطيل الحركة المرورية، وعلى مستوى البلاد، أشارت قوات الدرك إلى عشر عمليات إغلاق طرق رئيسية، من بينها الطريق السريع A10 قرب بواتييه.
وفي الوقت نفسه، شهدت مدن أخرى مثل رين، بوردو، نانت وكان، محاولات لإغلاق محاور مرور رئيسية عبر إشعال النيران أو وضع حواجز من الحاويات والخشب، لتتدخل الشرطة سريعًا وتعيد فتح الطرق.
وعلى الرغم من هذه التحركات، أوضحت شركة النقل في باريس أن حركة المترو والـRER شبه طبيعية مع بعض الاضطرابات المحدودة، بينما واصلت شركة السكك الحديدية SNCF تنفيذ خططها المعلنة مسبقًا بتقليص بعض الخطوط الإقليمية، من دون أن يتأثر قطار الـTGV فائق السرعة، أما المطارات، فلم تُسجَّل أي تعطيلات تُذكر حتى الآن.
ولفتت صحيفة لوموند، إلي أن الحركة التي انطلقت عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتفتقر إلى قيادة واضحة، تستعيد في ملامحها أجواء السترات الصفراء لكنها تبدو أكثر شبابية وتسييسًا، وقد جاءت هذه التعبئة في أعقاب إطاحة رئيس الوزراء فرانسوا بايرو وتعيين سيباستيان لوكورنو خلفًا له، ما أضاف بعدًا سياسيًا إضافيًا إلى غضب الشارع المرتبط أساسًا بغلاء المعيشة وصعوبة تلبية احتياجات الأسر الفرنسية.




