الشغف
الشغف هو حالة عاطفية قوية تدفع الإنسان نحو موضوع أو نشاط معيّن، بحيث يشعر بالمتعة والحماس عند ممارسته أو التفكير فيه، يُمكن اعتباره مزيجًا من الحب العميق والرغبة المستمرة التي تمنح الفرد طاقة ودافعًا للاستمرار، حتى في مواجهة التحديات والصعوبات.
قد يكون الشغف متعلقًا بمجال عمل أو هواية أو فكرة أو حتى قضية يؤمن بها الشخص، وغالبًا ما يرتبط بالإبداع لأنه يفتح المجال للتفكير خارج الصندوق، وبالإصرار أيضًا لأنه يمنح القدرة على الصبر والمثابرة ؛ باختصار شديد الشغف يجعل الإنسان يشعر أن ما يقوم به شيء له قيمة كبرى.
لاحظت مؤخرًا أن مسألة الشغف باتت غائبة عنا نحن المصريين فلم يحدث على مر الزمان أن نجد مقاهي خالية أثناء مباراة للمنتخب قد تصل به إلى كأس العالم !! قِس على ذلك توابع أي مهرجان
أو معرض أو مسرح او حتي مصيف !! هل هي المصاعب التي تواجهنا في الحياة أم أنها العولمة وعالمها الافتراضي ؟! هل نُدرة الرموز لها يد في حالة غياب الشغف!؟ تساؤلات عديدة أبحث لها عن إجابات.. لماذا لم يصبح يوم الخميس بنفس قيمته ماضيًا!! لماذا افتقدنا شغف تجمع الأسرة يوم الجمعة بعد الصلاة!! لماذا فقد الفيلم الحديث رونقه بل والقديم أيضًا الذي كان يعرض في فترة الظهيرة تحديدا مع موعد رجوعنا من المدارس والحامعات!! هل فقدنا الشغف في اقتناء سيارة بسبب الزهد أم بسبب الأسعار التي يصعب معها حتى حلم الاقتناء!! الأمر نفسه مع إقامة الفرح ومع تملك شقة وشراء شبكة !! هل حَل التوتر والخوف محل الشغف؟!
موعد الغرام فقد شغفه ونهاية العام الدراسي كذلك !! النجاح أيضُا بلا شغف والوظيفة والوديعة وبرامج التليفزيون والمسارح والمسلسلات والجرائد بلا شغف!!
نحتاج إلى الروح والهوية من أجل عودة الشغف، فأنا أتصور أن رؤية الدولة 2030 وما تقوم به القيادة السياسية من تأسيس للدولة الحديثة يحتاج منا جميعا إلى الشغف والطاقة الإيجابية والانتماء فهل من موفر لشروطها!؟


