بالوحدة.. سنرى الاحتلال قزمًا
خلال يومين، هاجمت دولة الاحتلال 5 دول عربية، حيث استمر العدوان الغاشم في قطاع غزة، والاستحواذ على جنوب لبنان، وها هي على مشارف دمشق بعد احتلال الجنوب السوري، ثم كانت الضربة المفاجئة بالعاصمة القطرية الدوحة.
الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قادة حماس في الدوحة تعبيرًا عن مشروعها "إسرائيل الكبرى" فهي تتوسع بالمنطقة وتهاجم الأهداف أينما كانت في رسالة مفادها أنها بلا رادع وتظل تتوسع إلى أبعد مدى قد تصل إليه.
التوسع بدأ في قطاع غزة ولن تتراجع عن احتلاله، وأيضًا الضفة الغربية، ثم أضعفت قدرات حزب الله بمساعدة أمريكية وسيطرت بشكل كامل على جنوب لبنان، واتجه الاحتلال للاستحواذ التام على جنوب سوريا حتى أصبح على مشارف الحدود العراقية.
وحاول الاحتلال استمرار كسر شوكة إيران وبتر أذرعها بالهجوم المتتالي على الحوثيين في اليمن، ثم هاجم الأراضي الإيرانية نفسها لإضعاف قدراتها، وأيضًا لردع تركيا إن فكرت مجرد التفكير في إبرام تحالفات ضدها.
ظل الاحتلال في هجماته على مختلف الاتجاهات حتى وصل للاعتداء على قطر الحليف القوي للولايات المتحدة، فكسر هذا كل الخطوط الحمراء فلم يعد هناك تفرقة بين حليف أو عدو طالما كان الهدف "إسرائيل الكبرى".
أمريكا تخون حلفاءها والعدو يحاول اغتيال وفد المفاوضات ليؤكد أنه لا يريد السلام، وأن إسرائيل ماضية في غطرستها وعدوانها، غير عابئة بالقوانين الدولية ولا بالمواثيق الإنسانية وماضية نحو "إسرائيل الكبرى".
الهدف ليست حماس أو الأعداء كما تزعم دولة الاحتلال، الهدف الدائم لها هو مشروعها الكبير الذي تحاول تحقيقه منذ ولدت "لقيطة" عام 1948، ولكن الهجوم على الدوحة أعتقد أنه مثابة سقطة كبرى في سعيها، لأنه قد يكون بوابة لتشكيل تحالفات جديدة بالمنطقة ضد الكيان المحتل.
فالهجوم قد يحرك الماء الراكد في سبيل تفاهمات عربية مشتركة ووحدة الصف، خاصة بعدما تأكد العرب أنه لا مأمن من التحالف مع الولايات المتحدة لأن الاحتلال لا يتحرك دون إذنٍ منها، فيصبح السبيل الوحيد هو الاتحاد.
ومن هنا أتوقع رد فعل عربي قوي، ليس بالضرورة رد فعل فوري، ولكنه قد يكون رد فعل على فترات زمنية عبر التقارب والتناغم في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية، ومن هنا يتشكل التحالف الأكبر الذي يمثل الرادع الأقوى.
الكيان المحتل ليس بالقوي لهذه الدرجة، فقد مر على المنطقة العربية ما هو أقوى وأعنف وأشرس، ولكن إسرائيل تستفيد تمامًا من الفرقة العربية بعد اتفاقية سايكس بيكو التي مزقت الوطن العربي ثم استطاعت بالتعاون مع الغرب إحداث الوقيعة بين ما تبقى لاستمرار الفرقة وشق الصف، فلا حل سوى الوحدة العربية وعندها سنرى الاحتلال قزما.


