الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

خطوط العرب الحمراء

الخميس 11/سبتمبر/2025 - 12:06 ص

أعتقد أننا كعرب أصبحنا في حاجة إلى إعادة تعريف بعض المفاهيم، في علاقتنا مع إسرائيل، مثل الخطوط الحمراء، التي كنا نظن حتى وقت قريب أنها موجودة ولا يمكن تجاوزها، حتى جاء قصف جيش الاحتلال لاجتماع فريق التفاوض لحركة حماس، في العاصمة القطرية، ليكشف أنها خطوط وهمية لا وجود لها على أرض الواقع أو أنها تسكن أذهاننا فقط.

وما كان يعتبر انتهاك سافر للسيادة تقوم له الدنيا ولا تقعد وتندلع من أجله الحروب، أصبح مباحًا، فالقصف مر مرور الكرام ولم تعبأ دولة الكيان بتداعياته، ولم يحرك ساكنًا على أرض الواقع، إلا من بعض التصريحات الساخنة من نوعية، عمل جبان لن يمر دون حساب، أو أن إسرائيل ستدفع الثمن غاليًا.

ربما يكون القصف خط أحمر بالفعل بالنسبة للدوحة بغض النظر عن ما يتردد عن مرحلة الإعداد له، لكنه ليس كذلك لدى تل أبيب، وما تعتبره الأولى عمل متهور عواقبه وخيمة تراه الثانية حق مشروع!

وفي حين أن قصف جيش الاحتلال من حين لآخر لدول مثل سوريا، ولبنان، ومؤخرًا لاجتماع قادة الحوثيين في اليمن، ومقتل رئيس وزرائهم وعدد من أعضاء حكومتهم، لم يعتبره أحد تجاوز للخطوط الحمراء، سبب قصف الدوحة صدمة لكثير من النخب وللشارع العربي.

فمن يرسم هذه الخطوط إذن؟

حقيقة الأمر أن لكل دولة خطوطها الحمراء، وتتداخل عوامل كثيرة في تشكيلها، ومصر مثلا رفعت سقفها مؤخرًا مع دولة الاحتلال، برفضها القاطع طلبها بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، أو أن تكون بوابة عبور لتنفيذ هذه الجريمة في دول أخرى، والأمر كذلك فعله الأردن بالنسبة لفلسطيني الضفة الغربية، في حين تسببت الظروف السياسية التي تمر بها دمشق وصنعاء، وبيروت في صعوبة رسمها.

انتهاك إسرائيل للخطوط  الحمراء لا يقتصر على الدوحة، ويمتد إلى علاقة دولة الكيان مع العرب ككل، جسدته تصريحات رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو عن إسرائيل الكبرى، كعقيدة سياسية يؤمن بها هو وأجداده، هي في حقيقة الأمر أشبه بإعلان حرب مؤجلة، لأنها تقوم على احتلال أراضي عربية لخدمة مشروعه، لكنها رغم ذلك لم يتوقف عندها أحد، ولم تثر حفيظة الدول العربية، إلا من بعض التصريحات المنددة أيضا، ربما لأنها لا تحمل أي تحرك على أرض الواقع، رغم خطورتها.

منذ السابع من أكتوبر وعملية طوفان الأقصى، التي شنتها حركة حماس على إسرائيل وما تلاها من تطورات على الساحة السياسية سواء العربية أو الدولية، وإسرائيل تجاوزت- ولا تزال - ما كنا نعتبرها خطوطا حمراء، مثل اغتيال رموز المقاومة الفلسطينية واللبنانية وعلى رأسهم حسن نصر الله أمين عام حزب الله، وربما لن تكتفي بذلك وتشهد الفترة المقبلة المزيد من الانتهاك لهذه الخطوط.

تابع مواقعنا