الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

بعد عملية الدوحة.. حكومة نتنياهو بين تفاقم العزلة الدولية ومحاولات تعزيز نفوذها الإقليمي

هجوم الدوحة
سياسة
هجوم الدوحة
الخميس 11/سبتمبر/2025 - 01:58 م

بعد محاولة إسرائيل استهداف قادة من حركة حماس في قطر، يبدو أن حكومة بنيامين نتنياهو تواجه مسارًا مزدوجًا يجمع بين تفاقم العزلة الدولية، ومحاولات تعزيز نفوذها الإقليمي.

دبلوماسيًا، يعمّق الهجوم الشقاق مع الولايات المتحدة وحلفائها. فقد نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال»، يوم الأربعاء، عن مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب أبلغ نتنياهو بأن قراره باستهداف حماس داخل قطر “لم يكن قرارًا حكيمًا”.

وأوضحت الصحيفة أن هذه الرسالة جاءت خلال اتصال هاتفي حاد، يوم الثلاثاء، أعقب الهجوم مباشرة، حيث برر نتنياهو بأن الفرصة كانت قصيرة فاستغلها. لكن اتصالًا ثانيًا جرى بينهما لاحقًا في اليوم نفسه اتسم بودية أكبر، وسأل فيه ترامب عمّا إذا كان الهجوم قد نجح.

ورغم هذا التباين، كرر ترامب علنًا عدم رضاه، قائلًا للصحفيين قبل توجهه إلى مطعم بواشنطن: أنا ببساطة لست سعيدًا بالوضع برمته… نريد عودة الرهائن لكننا لسنا راضين عن الطريقة التي جرت بها الأمور، في إشارة إلى الغارة الإسرائيلية غير المسبوقة على الدوحة. هذا الموقف يعكس مأزقًا حقيقيًا: واشنطن لا تريد تقويض جهودها الدبلوماسية في ملف غزة والرهائن، لكنها في الوقت نفسه لا تملك أن تُظهر قطيعة كاملة مع إسرائيل.

أما قطر، فاعتبرت الضربة خرقًا للوعود الإسرائيلية السابقة بعدم استهداف قادة حماس على أراضيها، ما أثار شعورًا بالخيانة وهدد بدورها كوسيط رئيسي في المفاوضات. ومع ذلك، سارعت عدة عواصم غربية وإقليمية إلى إعلان دعمها للدوحة، وهو ما يعمّق عزلة تل أبيب في المحافل الدولية، ويزيد من خطر فرض عقوبات أو تقليص الدعم العسكري الغربي لها.

أمنيًا وعسكريًا، يرى نتنياهو في الضربة إنجازًا يعزز صورته الداخلية كقائد حازم ضد ما يسميه الإرهاب، ويوجه رسالة قوية إلى دول المنطقة بأن إسرائيل قادرة على الوصول إلى أي مكان. وقد يدفع ذلك بعض الدول العربية السنية، إلى إعادة رسم التحالفات الإقليمية ضد إسرائيل، كما يجعل الحكومة الإسرائيلية أكثر عرضة لضغوط داخلية إذا فشلت في تحقيق أهدافها العسكرية الكبرى.

ويبدو أن الضربة لم تكن مجرد حادثة معزولة، بل تحمل أبعادًا أوسع مرتبطة برؤية إسرائيلية لإعادة تعريف قواعد اللعبة في المنطقة. فقد وجّه نتنياهو رسالة مباشرة إلى قطر، الأربعاء، بعد يوم واحد من الضربة، قائلًا في كلمة مصوّرة بالإنجليزية: أقول لقطر وكل الدول التي تؤوي إرهابيين: إما أن تطردوهم أو تقدموهم للعدالة. لأنه إذا لم تفعلوا ذلك سنفعله نحن. هذا التصريح يعكس نزعة نحو توسيع نطاق الضربات المحتملة لتشمل دولًا أخرى في الشرق الأوسط، ويطرح سؤالًا جوهريًا حول ما إذا كانت إسرائيل تسعى لإعلان هيمنة إقليمية تشرعن انتهاك سيادة الدول دون رادع دولي فعّال.

في المحصلة، يميل الوضع إلى تفاقم العزلة الدولية لإسرائيل التي تتصرف وكأنها دولة مارقة. فالإقدام على انتهاك سيادة دولة محايدة نسبيًا يحوّل الصراع من فلسطين إلى تهديد إقليمي واسع، وهو ما يُضعف موقف نتنياهو على المدى البعيد، ويقلص فرص اعتماده على شراكات دولية مستدامة.

تابع مواقعنا