الأحد 16 نوفمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

كن رجلًا موضوعًا لخطبة الجمعة اليوم بالمساجد| نص الخطبة

خطبة الجمعة- أرشيفية
دين وفتوى
خطبة الجمعة- أرشيفية
الجمعة 12/سبتمبر/2025 - 10:49 ص

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة اليوم الجمعة 12 أغسطس 2025، الموافق 20 ربيع الأول 1447 هـ بعنوان: وكن رجلًا إن أتوا بعده يقولون مَـرّ وهذا الأثر.

وقالت وزارة الأوقاف: إن الهدف من هذه الخطبة هو التوعية بالمسئولية المشتركة للفرد والأسرة، وأثر ذلك في بناء الإنسان.

نص خطبة الجمعة اليوم


الحمد لله العزيز الحميد، القوي المجيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من نطق بها فهو سعيد، سبحانه هدى العقول ببدائع حكمه، ووسع الخلائق بجلائل نعمه، أقام الكون بعظمة تجليه، وأنزل الهدى على أنبيائه ومرسليه، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، شرح صدره، ورفع قدره، وشرفنا به، وجعلنا أمته، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فإن الجناب المعظم صلى الله عليه وسلم قد ترك في الدنيا أثرا لا تمحوه السنون، ولا تذيبه الأيام، فلا زال العالم ينبهر بأخلاقه العلية، وشمائله المصطفوية، وسيرته الندية؛ فأعلى الله ذكره، ورفع قدره، وأبقى أثره، فقرن اسمه باسمه، وجعل الصلاة عليه حاضرة مع كل نفس ولمحة، فهو رحمة الله الباقية إلى خلقه، قال الله جل جلاله: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}.

أيها المكرم، اعلم أنك لست مسئولا عن نفسك فقط، بل مسئول عن نفسك وأسرتك ودينك ووطنك، اقتد بالحال النبوي المعظم، كن صاحب بصمة في حياتك، واجتهد أن يبقى أثرك ويمتد، سارع إلى كلمة طيبة تزرع الأمل، سابق إلى صدقة خالصة تغير حياة وابتسامة حانية تجبر خاطرا، اجعل من حياتك فرصة لتغرس بذرة، وتترك نفعا، وتسطر حكاية لا تمحوها الأيام ولا تغيبها الأزمان، واعلم أن اليتيم الذي تكفله، والكلمة الطيبة التي تقولها، والقلب الذي تجبره، كل ذلك ليس جهدا ضائعا، إنما هو استثمار في مشروع عنوانه هذا البيان الإلهي {واجعل لي لسان صدق في الآخرين}.

أيها النبيل، انظر إلى هذا النموذج الأفخم لامرأة مسلمة آمنت بأن الأثر الحقيقي هو ما ينفع الناس ويبقى بعد رحيل صاحبه،  فتركت خيرا لا يزال يروي عطش الملايين يدعون لها بالخير كلما ارتوت أكبادهم، إنها السيدة زبيدة بنت جعفر التي رأت بعين البصيرة معاناة أهل مكة وحجاج بيت الله الحرام من شح المياه، فأنفقت من مالها الخاص بسخاء لا مثيل له، ووجهت المهندسين والعمال لشق الجبال وتعبيد الطرق، وإقامة القنوات المائية الضخمة لجلب الماء من مسافات بعيدة إلى مكة المكرمة، حتى سميت هذه القنوات «عين زبيدة».

سادتي الكرام، فلنتعاهد جميعا على أن نجعل من بيوتنا رياضا نضرة لصناعة الإنسان، وبناء الحضارة، اغرسوا في قلوب أولادكم أن المسلم لا يعيش لنفسه فقط، بل يعيش لدينه ووطنه، ازرعوا فيهم متعة العطاء، ولذة البذل، وبركة نشر العلم،  انثروا في نفوسهم معنى قول الله جل جلاله: {إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم}، علموهم هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: «إذا مات ابن آدم  انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».

أيها النبيل، اترك في الناس أطيب الأثر، اعمل بصدق، أخلص نيتك، ولا تنتظر الثناء من أحد، ولا تسع لشهرة زائفة

تابع مواقعنا