أقدم محفظة قرآن بقنا.. الحاجة آمنة الخطيب 80 عامًا في خدمة كتاب الله: حلمي أفتح كتاتيب في كل القرى
رغم أن تحصيلها الدراسي لم يتجاوز الصف الرابع الابتدائي، إلا أن الحاجة آمنة الخطيب، البالغة من العمر 80 عامًا، والمقيمة بمركز فرشوط، استطاعت أن تكتب اسمها بحروف من نور كأقدم محفظة للقرآن الكريم في محافظة قنا، بعدما وهبت حياتها منذ أكثر من 40 عامًا لتعليم كتاب الله، ففتحت خمسة كتاتيب خرجت على يديها أجيال من الحافظين والحافظات.

أقدم محفظة قرآن كريم في قنا
تقول الحاجة آمنة لـ القاهرة 24: بدأت رحلتي في حفظ القرآن الكريم في سن الأربعين على يد أحد المشايخ في القرية، وكان صوت الشيخ محمود خليل الحصري في الإذاعة رفيقي ودليلي اليومي في رحلة الحفظ، وبعد إتقاني لأحكام التجويد نصحني شيخي في البدء بتحفيظ القرآن الكريم لأهالي قريتي، مضيفة: من بعدها عاهدت نفسي أن يكون القرآن رسالتي في الحياة.

لم تكتفِ الحاجة آمنة بتعليم القرآن الكريم، بل أسست داخل منزلها جمعية خيرية بعد رؤية رأت خلالها الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود، فأطلقت اسمه على الجمعية لتخدم من خلالها الأسر البسيطة والمحتاجين، وتواصل رسالتها الروحية والاجتماعية في آن واحد.
على مدار أربعة عقود، جلس بين يديها تلاميذ من مختلف الأعمار، من الأطفال الصغار وحتى الكبار، بعضهم أصبح اليوم أطباء ومهندسين وأئمة مساجد، وما زالوا يحرصون على زيارتها تقديرًا لفضلها ودورها في حياتهم.

حرصت الحاجة آمنة على فتح 5 كتاتيب في قرى مختلفة بمركز فرشوط، ورفم بساطة تلك الكتاتيب، إلا أنها لم تتوقف عن العطاء، حيث تعتمد على أجر رمزي من الطلاب، تخصصه كمرتبات للمعلمات اللاتي يساعدنها في مهمة التحفيظ، قائلة: القرآن مش بس عبادة.. ده رسالة وحياة، وأنا عايزة كل قرية يبقى فيها كتاب يتحفظ فيه القرآن، مضيفة أن حلمها الأكبر هو أن تؤدي فريضة الحج مرة أخرى.

الحاجة آمنة التي وهبت عمرها للقرآن، ما زالت تحمل داخل قلبها حلمًا يتسع لقنا كلها: أن يظل كتاب الله حاضرًا في كل بيت وقرية، وأن يواصل أبناؤها وتلاميذها حمل الراية من بعدها.








