مهمشة وفقدت قيمتها التربوية.. معلمو الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات يتقدمون بشكوى رسمية لإنقاذ المادة
تقدّم عدد من معلمي مادة الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات، على مستوى الجمهورية، بشكوى رسمية حملت رقم 10660187 برئاسة مجلس الوزراء، عبّروا فيها عن استيائهم الشديد من التراجع الحاد الذي تشهده المادة خلال السنوات الأخيرة، رغم ما تمثله من أهمية كبرى في ضوء توجه الدولة نحو التحول الرقمي وتحقيق مستهدفات رؤية مصر 2030.
وقال المعلمون في شكواهم، إن المادة شهدت نقلة نوعية في عهد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم الأسبق، بعد أن تم إدراجها ضمن المجموع، وإعداد مناهج حديثة بالتعاون مع شركات تعليمية دولية كبرى، ما ساهم في رفع مستوى اهتمام الطلاب وأولياء الأمور، إلى جانب تخصيص حصتين أسبوعيًا أسهمتا في تحسين جودة التعلم والتقييم.
ورصدت الشكوى، تراجعًا ملحوظًا في الاهتمام بالمادة بعد عام 2022، تمثل في: خفض نصاب المادة إلى حصة واحدة أسبوعيًا في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، فضلا عن إخراجها من المجموع مرة أخرى، ما أفقدها قيمتها التربوية لدى الطلاب.
شكوى جماعية من معلمي الكمبيوتر بشأن تراجع وضع المادة في المناهج الدراسية
وشملت الشكوى، إعداد مناهج جديدة غير منظمة داخليًا دون إشراك خبرات متخصصة، مع حذف الفقرات التي كانت معتمدة سابقًا، وغياب الكتب المدرسية للمرحلة الابتدائية حتى الآن، رغم اقتراب بدء العام الدراسي، وإرهاق المعلمين بسبب الانتدابات بين المدارس لاستكمال النصاب، ما أثر سلبًا على الأداء التعليمي.
وفيما يتعلق بالمرحلة الثانوية، أشار المعلمون إلى ما وصفوه بـ"الارتباك" المرتبط بمادة "البرمجة" الجديدة للصف الأول الثانوي، حيث لم يتم الإعلان عن تفاصيل المنهج أو توفير التدريب اللازم للمعلمين، إلى جانب استمرار المادة خارج المجموع، رغم أهميتها.
وأكد المعلمون أن هذه التغييرات تتناقض مع السياسات الوطنية الرامية إلى تعزيز الثقافة الرقمية ومهارات المستقبل لدى الطلاب، وتهدد بفقدان جيل كامل المهارات التكنولوجية الأساسية.
وطالب المعلمون في شكواهم بإعادة مادة الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات إلى المجموع في جميع المراحل التعليمية، وتثبيت النصاب على حصتين أسبوعيًا لضمان جودة التعليم والتقييم، وإعداد المناهج من خلال جهات دولية متخصصة لضمان مواكبة التطورات الحديثة، والالتزام بطباعة الكتب المدرسية وتوزيعها في المواعيد الرسمية، وربط مادة البرمجة في الثانوية بمسار تأسيسي قوي يبدأ من الابتدائي والإعدادي.
واختتم المعلمون شكواهم، بتأكيد ثقتهم في حرص القيادة التعليمية على تطوير المناهج وبناء الإنسان، مطالبين بتدخل عاجل لإعادة المادة إلى مسارها الصحيح.
