بين الدراما والواقع.. مسلسل American Primeval يعيد إلى الواجهة صراعات طائفة المورمون بعد اغتيال تشارلي كيرك
جذب مسلسل American Primeval اهتمامًا واسعًا هذا العام، إذ يستند إلى وقائع تاريخية حقيقية شهدتها ولاية يوتا خلال القرن التاسع عشر، حيث اندلعت حرب دامية قادتها جماعة المورمون في واحدة من أكثر الفترات دموية وصراعًا دينيًا في تاريخ المنطقة.
واللافت أن المسلسل اكتسب بُعدًا إضافيًا بعد حادثة اغتيال الناشط الأمريكي تشارلي كيرك، حيث تبين أن المتهم الرئيسي في الجريمة، تايلور روبنسون 22 عامًا، ينحدر من نفس الطائفة الدينية، وهو ما أعاد النقاش العام حول تأثير الجماعات المغلقة في تشكيل الهوية الفكرية لأعضائها، وكيف يمكن أن تتحول إلى أرض خصبة للتوتر والتطرف.
دراما تكشف جذور الصراع
يركز American Primeval على الصراع الدموي بين المستوطنين والمورمون في يوتا، مسلطًا الضوء على ما خلفته تلك المواجهات من انقسامات اجتماعية ودينية، والمشاهد التي تعكس الفقر والحرمان، تقدم خلفية درامية توضح كيف تتحول الأزمات الاقتصادية والاجتماعية إلى وقود للحروب الأيديولوجية.
من الماضي إلى الحاضر
حادثة اغتيال تشارلي كيرك، سلطت الضوء على تداخل الدين بالسياسة في الغرب الأمريكي الحديث، فرغم مرور أكثر من قرن ونصف على صراعات المورمون، فإن ذكرها في سياق قضية معاصرة كهذه يعيد إلى الأذهان أن جذور التطرف قد تجد طريقها من جديد في ظروف معينة، خاصة لدى الشباب الذين يبحثون عن هوية أو انتماء في ظل أجواء من الفقر والتهميش.
والمسلسل لم يعد مجرد عمل درامي تاريخي، بل تحوّل مع الأحداث الأخيرة إلى مرآة للواقع، يطرح أسئلة حول طبيعة الجماعات المغلقة ودورها في إنتاج العنف وذلك بعد اغتيال تشارلي كيرك، وحول قدرة المجتمع الأمريكي على التعامل مع هذه الموروثات الدينية والسياسية التي لا تزال تترك أثرها حتى اليوم.


