حروب نتنياهو الخمسة القادمة!
على طريقة أفلام هوليوود، خرج رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متقمصًا شخصية رامبو الاستعراضية، بقفازه وعضلاته المنتفخة المرسومة بعناية على "أفيشات" دور السينما لجذب أعلى نسبة من الجمهور، يعلن بطريقة بهلوانية استعداده لفتح جبهات قتال مع مصر، وتركيا، وإيران، وسوريا، واليمن، هكذا دفعة واحدة، وكأنها نزهة وليست مغامرة قد تقتلعه هو ودولته هذه المرة من المنطقة!
نتنياهو، أو "بيبي" كما يناديه المقربون منه، مهووس بالحرب، مريض بشهوة القتل، ومن يدري، ربما خاض بالفعل هذه المعركة مع الدول الخمس على جبهات عقله الباطن، وأخضعها لسيطرته، وبنى إمبراطوريته الكبرى التي يحلم بها، وخرج ينبئ بفوزه فيها في الواقع فقط!
من يوقظ "نتنياهو" من غفوته؟!
ربما كان رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي، وهو يشهر سلاح الحرب، منتشيًا بانتصاراته الزائفة في الحرب التي يخوضها مع رجال المقاومة الفلسطينية الباسلة، الذين رغم عدم امتلاكهم السلاح الكافي، كبّدوه هو وجنوده – ولا يزالون – الخسائر التي تثير جنونه وتفقده صوابه.
إسرائيل دولة هشة، كشفت عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023، ضعفها، ولا أُبالغ بالقول إنها كانت ستهدد وجودها بالأساس، أو تُضاعف خسائر جيشها على أقل تقدير، لو وجدت الدعم العسكري والسياسي الكافي.
رغم ذلك، استطاع رجال المقاومة، بأسلحة شبه بدائية، عبور الحدود ودخول أراضيها، وقتل وإصابة وأسر أكثر من ألفين، بينهم جنود وقادة عسكريون.
ربما الظرف الدولي الحالي في صالح نتنياهو، والرجل الجالس على كرسي الحكم في البيت الأبيض يمنحه شيكًا على بياض ليفعل ما يحلو له؛ يعربد كما يشاء بأطفال ونساء وعجائز فلسطين العُزل، أو يخوض نيابة عنه معاركه الصعبة، كما حدث في إيران.
لكن، هل "بيبي" قادر وحده على فتح خمس جبهات قتال مرة واحدة، ويجازف بالدخول معها في حرب قد لا تُبقي ولا تذر؟!
جيش الاحتلال لم يخض حربًا منفردًا، بمفهومها العسكري، تقريبًا منذ حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، التي مُني فيها بهزيمة منكرة على يد جنودنا الأبطال، ولم ينتصر في معركة مكتملة بالفعل منذ ذلك الحين.
حتى حربه الأخيرة مع إيران حسمتها الولايات المتحدة لصالحه، وما دون ذلك ينفذ هجمات خاطفة لتحقيق أهداف بعيدة المدى توفر له الأمن وتضمن له تفوقه العسكري في المنطقة، مثل التي يقوم بها في سوريا واليمن ولبنان، مستغلًا ظروفها الداخلية وحالة التفسخ التي تعيشها.
على أي حال، فإن تحرش نتنياهو بدول المنطقة، والذي بلغ ذروته بانتهاك سيادة قطر بقصف اجتماع قادة حركة حماس في الدوحة، إضافة إلى لغة التصعيد التي تغلف خطابه تجاههم، يجعل خطر نشوب هذه الحرب واردًا، ومن ثم فإن الاستعداد لها ضرورة.
إسرائيل دولة حرب، لم يخلع قادتها زيهم العسكري منذ أن تم زرعها في المنطقة، ولديها بنك أهداف جاهز لتخوض به معاركها مع دولها حال اندلاعها، فهل هم جاهزون أيضًا لمثل هذا اليوم؟


