وزير الاتصالات السابق: إسرائيل تحاول جر مزيد من الدول إلى صراع إقليمي واسع
قال المهندس ياسر القاضي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابق، إن الوضع الحالي في المنطقة شديد الحرج بسبب الأوضاع الجيوسياسية المعقدة والتطورات المتسارعة المرتبطة بغزة، مؤكدًا أن استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية والسياسية هناك يفتح الباب لمحاولات جر بعض الدول إلى صراع لا يمكن التنبؤ بنتائجه.
التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط
وأضاف القاضي، في حوار صحفي مع القاهرة 24، أن مصر ـ وكعادتها ـ تؤدي دورا هاما في التوازن الإقليمي، مشددًا على أن دورها يتعاظم في المرحلة الراهنة وسيتزايد أكثر خلال الفترة المقبلة، فهي شريك أساسي لكافة الدول العربية، والراعي ـ إلى جانب قطر ـ لجهود وقف الحرب على غزة، مع الاستمرار في الدفع باتجاه ضرورة تنفيذ حل الدولتين.
وأشار إلى أن أهداف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متعددة وتتحرك على أكثر من محور، بدءًا من إيران التي يعتبرها الخطر الأكبر، مرورًا بما يجري في جنوب لبنان، وما يحدث في سوريا، فضلًا عن تحركاته في ملفات الحروب السيبرانية والسماوات المفتوحة، وصولًا إلى ما وقع مؤخرًا في قطر، معلقا: “وما حدث في قطر يثير الكثير من علامات التعجب حيث أنها أحد الوسطاء مع مصر بين حماس وإسرائيل”.
عملية الهجوم الإسرائيلي التي استهدفت الدوحة
وأوضح القاضي أن ما جرى في قطر يثير الكثير من علامات التعجب، لكونها واحدة من الوسطاء بين حماس وإسرائيل بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة.
وقال إن تصرفًا بهذا الحجم "كسر كل القواعد"، فإذا كانت الطائرات قد خرجت من إسرائيل باتجاه قطر، فإن ذلك يعني أنها قد تكون قد انتهكت أجواء عدد من دول المنطقة وصولًا إلى الدوحة، وهو ما يشكل اعتداءً صريحًا على دول ليست بينها وبين إسرائيل أي مشكلات مباشرة، الأمر الذي يُعد تطورًا خطيرًا ينذر بمحاولة جر مزيد من الدول إلى صراع إقليمي واسع.
وأكد وزير الاتصالات السابق أن الحديث عن مسافة 1800 كيلومتر بين تل أبيب والدوحة غير دقيق، فالحقيقة أنها تتجاوز 2200 كيلومتر لأن المسار ليس مستقيمًا، وهو ما يزيد من خطورة التطور ويستدعي التوقف أمامه بجدية، خاصة أنه يمثل تعديًا على دولة عضو في الأمم المتحدة، في مخالفة واضحة لميثاقها.
ولفت القاضي النظر إلى أن مصر، باعتبارها "رمانة الميزان"، لديها القدرة التفاوضية والأدوات السياسية التي تمكنها من إدارة الأزمات، مشيرًا إلى أن مصر وقعت اتفاق سلام مع إسرائيل منذ عام 1979، وهو ما يمنحها رغبة وقدرة فريدة على التفاوض في مختلف المشكلات الإقليمية.
