خبير أمني: النفي الأمريكي السريع لتورطها في عملية الدوحة جاء لحماية مصالحها مع قطر والخليج
قال اللواء محمد عبد الواحد، خبير الأمن الإقليمي والعلاقات الدولية، إن حرص الولايات المتحدة الأمريكية على نفي أي دور لها في العملية الإسرائيلية الأخيرة بالدوحة، جاء لحماية مصالحها الاستراتيجية مع قطر ودول الخليج، رغم أن التصريحات المبدئية من البيت الأبيض وبعض وسائل الإعلام التابعة له أوحت بعلم واشنطن المسبق بالعملية.
عبد الواحد: أي تورط معلن لأمريكا كان سيُعد خيانة كبيرة
وأضاف عبد الواحد خلال فيديو لمركز معلومات مجلس الوزراء، أن شخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت لتقوده إلى الاعتراف المباشر بدور بلاده في العملية، لولا تحذيرات مستشاريه من خطورة هذا الأمر على المصالح الأمريكية في المنطقة، موضحًا أن أي تورط معلن كان سيُعد خيانة كبيرة لشريك استراتيجي كقطر، بما قد يدفعها إلى إنهاء الوجود العسكري الأمريكي على أراضيها وطرد قاعدة "العديد"، على غرار ما فعلته النيجر مع القوات الأمريكية والفرنسية بعد الانقلاب الأخير.
وأشار الخبير الأمني إلى أن تورط واشنطن لو تم الإعلان عنه رسميًا، كان سيؤدي إلى تداعيات خطيرة، أبرزها الغضب العربي والخليجي الذي ظهر سريعًا في بيانات الإدانة من مصر والسعودية والإمارات، معتبرًا هذه المواقف "رسالة ردع" ليس فقط لإسرائيل ولكن للولايات المتحدة أيضًا.
وأوضح أن قطر تمتلك أوراق ضغط قوية على الغرب، أبرزها الغاز الطبيعي الذي يمثل بديلًا استراتيجيًا للغاز الروسي في أوروبا، ما يجعلها قادرة على تهديد المصالح الأمريكية والأوروبية حال استمرار مثل هذه الاعتداءات.
وأكد عبد الواحد أن الدوحة يمكنها التصعيد دوليًا عبر رفع مذكرات إلى مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل وحتى ضد الرئيس ترامب، الذي لمح إلى ضلوعه في العملية.
واختتم تصريحاته بالتأكيد أن النفي الأمريكي كان "في محله" لاحتواء الأزمة ومنع اهتزاز الثقة بين الولايات المتحدة وحلفائها الدوليين، إذ أن مجرد الاعتراف كان سيكشف واشنطن بمظهر الخائن لشركائه.
