تغلبت على الظروف وتحلم بلقاء شيخ الأزهر.. طالبة كفيفة من سوهاج الأولى على الإعدادية الأزهرية تنتظر التكريم
بدأت حياتها كطالبة عادية، متفوقة في دراستها، لكن سرعان ما تغيرت مجريات حياتها بشكل مفاجئ 180 درجة نحو الأسوأ، آية السيد مهني، الطالبة في الصف الثالث الإعدادي الأزهري، التي تقطن في قرية شطورة التابعة لمركز طهطا في محافظة سوهاج، حصلت هذا العام على المركز الأول في الشهادة الإعدادية الأزهرية للمكفوفين لعام 2025/2026، بنسبة نجاح 99.6%، وأصبحت آية مثالًا حيًا على الإرادة الصلبة والتحدي.
طالبة كفيفة تحلم بلقاء شيخ الأزهر الشريف
في حديثه لـ القاهرة 24، قال السيد مهني، والد آية، إن نجلته كانت في بداية حياتها الدراسية بصحة جيدة، وكانت تحلم بمستقبل مشرق، فقد حصلت على الشهادة الابتدائية من مدرسة محمد حسن الابتدائية بشطورة بتفوق، ثم تقدمت للالتحاق بالمرحلة الإعدادية في مدرسة شطورة الإعدادية للبنات.
لكن القدر كان له رأي آخر، ففي الفترة التي تلت حصولها على الشهادة الابتدائية وقبل بداية العام الدراسي الجديد، اضطرت آية للخضوع لعملية جراحية لاستئصال ورم في المخ في مستشفى 5757، ورغم أن العملية كانت ناجحة، إلا أن المأساة كانت في حدوث ضرر كبير في عصب العين، مما أدى إلى فقدان آية لبصرها بشكل كامل.
منذ تلك اللحظة، دخلت آية في مرحلة جديدة من حياتها، مليئة بالتحديات التي لم تقوَ عليها الكثير من النفوس، لكنها لم تستسلم، وفي ظل صعوبة التأقلم مع فقدان البصر، وقف بجانبها بعض الأقارب والأصدقاء الذين أقنعوها بأن العديد من العلماء والأطباء والمتفوقين قد فقدوا بصرهم أيضًا، ورغم معاناتها، تمكنت من استعادة الأمل واستكمال مسيرتها التعليمية.
بعد صعوبة التأقلم مع الدراسة في التعليم العام، انتقلت آية إلى الأزهر الشريف حيث بدأت تلقي تعليمها في بيئة أكثر دعمًا لطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، لم يمض وقت طويل حتى تمكنت من حفظ العديد من أجزاء القرآن الكريم، وأثبتت للجميع أن العزيمة لا تعرف حدودًا، وفي هذا العام، حصلت على المركز الأول في الشهادة الإعدادية الأزهرية للمكفوفين، ولكن رغم هذا الإنجاز الكبير، لم تجد التكريم الذي يليق بها، كما عبر والدها.
وأضاف والدها بتأثر: "تم تكريم العديد من المتفوقين في التعليم العام والأزهري، من قِبل الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني والمدارس والمعاهد، وفي مجالات أخرى مثل طفلة الشيبسي، التقت بها كبرى المواقع الإخبارية والشخصيات العامة، وهو أمر نعده حقًا لها، لكن ما أحزن آية ووالدها هو أن هناك من تم تكريمهم، بينما لم يتم الالتفات إلى ابنتنا التي حققت إنجازًا عظيمًا رغم معاناتها، وفقدانها لبصرها، حتى أن البعض جاء لتكريم طالبة ترقد بجانبها على سرير في مستشفى 5757، بينما لم يحصلوا على تكريم مماثل".
وتساءل والد الطالبة: "لماذا لم يتم تكريم ابنتي؟، هي من ذوي الهمم، حققت إنجازًا عظيمًا رغم التحديات التي واجهتها، وكان يجب تكريمها مرات ومرات، لقد اجتازت صعوبات لم يقوَ على تجاوزها الكثيرون"
وأردف: "أناشد المسؤولين في الأزهر الشريف، وعلى رأسهم فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن يكرموا ابنتي التي تُعتبر حالة استثنائية، وأن يرفعوا معنوياتها ويقدّروا جهدها وتفوقها كما يتم تكريم غيرها من الطلاب المتفوقين، وخاصة أن أمنيتها أن تُسلم على شيخ الازهر الشريف والتي تعتبره قدوتها وقدوة المسلمين"
وفي ختام حديثه، أشار السيد مهني إلى أن ابنته آية، رغم جميع الصعوبات التي مرت بها، ما زالت تتلقى العلاج في مستشفى 5757، هو وزوجته، اللذان لا يمتلكان أي وظيفة، سخروا حياتهم لخدمة أبنائهم، ويواصلون العمل على إتمام مسيرة آية التعليمية وحفظها لكتاب الله عز وجل.
وأضاف والدها قائلًا: "نتمنى أن نتمكن من إدخال الفرحة والسعادة على قلبها، وأن تشعر بأن ما حدث لها لا يزيدها إلا محبة في قلوب من حولها، وأنها ليست مجرد طالبة، بل شخص ذو قيمة وأهمية في المجتمع".






