تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها.. نصائح وتوجيهات
في القرون الثلاثة التي مضت، كان يُنظر للغة العربية ولمعلميها نظرةً دونيّةً مقارنةً بالتخصصات الأخرى، والآن أصبحت محل اهتمام من أبنائها بفضلِ هذا المجال الذي انتشر الآونةَ الأخيرةَ_ مجال تعليم العربية للأجانب_ واهتمام الباحثين به فضلا عن التحاق المتميزين بهذا التخصص؛ فأصبح الإقبال على تعلمها والالتحاق بكلياتها أكثر، وأصبح الاهتمام باللغة الثانية (الإنجليزية) كلغة تواصل أمرا مهما، بعيدًا عن اختلاف التربويين في استعمالِها كلغةٍ وسيطةٍ أو مساعِدَة في التدريس، ولكي تعمل في هذا المجال وتكون متميزا، يجب أن يتوفر لديك ما يلي:
• الكفاءة اللغوية وقدرتك على التحدث بالعربية الفصيحة؛ فالفصيحة هي اللغة التي يريد الطالب أن يدرسها غالبا، فالمعلم لا يستعمل مع الطالب غير الفصيحة، نعم قد يبدو الأمر صعبًا في البداية لكن مع الممارسة والانخراط في المجال سيسهُل وتصبح العربية سليقةً!
• الجانب التربوي
هذا أمر يغفل عنه كثير من المعلمين، فلا بدّ أن تتعرف على طرق وأساليب تدريس اللغة الثانية؛ فتدريسُ العربيةِ للأجانب يختلف شكلا ومضمونا عن تدريسها للناطقين بها، والمحتوى اللغوي الذي تقدمُه للطالب الأجنبي مهما كانت صعوبته فهو بالنسبة للمعلم العربي سهلٌ يسير، فالمشكلة لا تكمُن في معرفة المحتوى اللغوي بل في كيفية عرضه على الطالب بالطريقة التي تناسب مستواه كي يستوعبَ ما تقول.
* الجانب التقني
فمن الأهمية بمكان التعرف على وسائل التكنولوجيا والتقنية الحديثة_لا سيّما_برامج الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في تعليم العربية للتماشي مع التطور العصري، وهنا أقول: رُغم أن العمل على اللوحة داخل قاعة التدريس هو الأصل إلا أن المعلم الذي سيُهمل الجانب التقني سيفقد فرص عمل كثيرة، واعتقادي أن المراكز الأرضية ذاتها عما قريبٍ ستعتمدُ في التدريسِ وعرض المحتوى على التقنية الحديثة بشكل كبير.
ويمكن لك إثراء وتنمية الجانبين (التربوي والتقني) من خلال حضور الدورات التدريبية وورش العمل المختصة في تدريسِ العربية للأجانب فضلا عن قراءة الكتب وآخر الأبحاث العلمية في المجال.
ونأتي للسؤال المهم: هل العمل في المراكز الأرضية يكفي لصقل الجانبِ المهنيّ واكتساب خبرة كافية وبناء محاضر ذي كفاءة عالية في المجال؟
بلا شك ستفيد من المراكز كثيرا -وبتوجيهاتِ المخلصين فيها- ستصل إلى بغيتِك، لكن-في رأيي- هذا وحدَه لا يكفي، يجبُ عليك أن تطلع بنفسك على الكتب الخاصة بتعليم الأجانب وتبحث عن كل جديد فيها متى أتيحت لك الفرصة؛ فالمجال فيه تطور غير طبيعي لا سيّما الآونة والأخيرة، فمن الأهميّة بمكان أن تجمع بين الجانب العمليّ في المراكز والجانبِ النظريّ في المراجع والكتب، كذلك متى أتيحت لك الفرصة لحضور مؤتمرات في المجال أو دورات لمتخصصين وممارسين فلا تتردد، ومهم جدا كلمة (ممارِسين).


